الخريف

نورا الصالح | سوريا

إنه الخريف
يرمي بوشاحه الأصفر على ذاكرتي
المكتنزة بوفرة الصور
يقضم أظافر الضحكات العالية
يقلم أغصان الأمسيات
ويرسم لي وجه خيبتي
على جدران العمر بلون أقلام الرصاص ..
.أين أنت لتوقف ذاك النبض الفوضوي في ذاتي
أين أنت وكل الكون رايات رمادية
وكل أحلامي مؤجلة أو مسوفة أو منسية
أين امتدادك بي يرحمني
وينتشلني من ضعفي …
قاسية هذي المواجهة بأطياف الأحبة دون لقاء
والأقسى أن كل كف شابهت كفك للوهلة الأولى
أخرجت براثن الشهوات وكنت
أظنها ككفك لا تنبت الا الياسمين

هذا المساء رق غشاء الكبرياء في ذاتي
وغدت دموعي إبرا
تخيط قلبي الممزق شوقا فيزداد نزيفه حنينا دفينا
وكلما أخطت قطبة تفتقت قطبة
ففي الحادية عشرة من مساء كانون الثاني رأيت بأم قلبي نياط قلبي تصعد نحو السماء.

لتسكن هناك في الأعلى حيث روحك يا أبي ترتدي قمصانا بيضاء وأخرى خضراء …
وتتركني ها هنا أبكي خيباتي وصفعاتي
فمن كثرتها جمعتها في دفاتر مخملية
أهديها الشموع وتهديني اللهيب
وكل دروب الضياء حبال معلقة
بسماء قلبي وهي ذاتها تلتف حول عنق( الآن )
وتضيق الخناق على سكينتي
لتغدو دموعي سطر شوق
ويغدو حنيني مركب آه

مجبرة تغادرني صرخات سرمدية
( أواااه ثم أووواااااه فأواااه )
لا ضير
فأنا على يقين بأن النحيب لا يجوز إلا على أطلال الطهر
ومرامي الضوع وسحاب الحنين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى