سوالف حريم.. مفرقعات

حلوة زحايكة | القدس

مع أنني أفرح لكل فرح، وأتمنى أن تعمّ الأفراح بلادنا، وأن يعيش شعبنا في فرح دائم، فقد بكينا وحزنا بما فيه الكفاية، لكنني لا أخفي عليكم سرّا أنني بتّ أخاف من الأفراح، لا كرها لها ولا لأصحابها، لكن لما يحدث فيها من أضرار، وخصوصا “المفرقعات” وسمّاعات الصوت التي تقض مضاجع الأطفال والمرضى والمسنين، وتسلب النوم من عيونهم، فجارتي العجوز المريضة كلما سمعت صوت المفرقعات تضطرب وتقلق وتسأل: هل هجم جيش الاحتلال على البلد؟ وماذا يريدون؟ وأحاول طمأنتها قدر استطاعتي.

وهذه المفرقعات ليست مجانية، بل هي مكلفة، وتزيد الأعباء المالية على صاحب الفرح. واللافت أن النجاح في الثانوية العامة تصاحبه هو الآخر مفرقعات مكلفة وتسبب الازعاج للآخرين، وسماعات الصوت يتخطى ضجيجه حدود القرية الى القرى المجاورة، وهي والمفرقعات ليستا حكرا على أبناء بلدتي، بل هي سائدة في بلادنا كلها وفي البلدان العربية، وقد سقط ضحايا كثيرون جراءها، منهم من قضى نحبه، ومنهم من بقي بعاهة مستديمة، ومع ذلك لم نرتدع عن استعمالها.

وهناك من لا يتذكرون كتاب الله إلا في الجنازات وبيوت العزاء، ويبثونه عبر مكبرات الصوت الى ما بعد منتصف الليل. فهل ازعاج الناس رحمة للميت؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى