حوتُ البلاءِ
د. دعاء رخا | مصر
عامٌ حزينٌ أمْ .. أم بُلينا كلُنا؟ |
أمْ .. ثأرُ كَوْنٍ يقصدُ الإنسانا؟ |
أم -ياإلهي- ذي النهايةُ والورى |
إنْ يستفيقوا .. ألَّهوا التَّوَهانا |
“لا تقْرَبا” .. مذ قالها ربٌّ بَرَى |
والأرضُ في غيٍّ علا الطوفانا |
أين الغرابُ؟ وكم غرابًا لازمًا؟ |
كاد ابنَ آدم يدفنُ الغربانا |
تاللهِ، لا أبكي مخافةَ موتةٍ |
أبكي هوانًا .. نصطليهِ الآنا |
هل يا (خليلَ اللهِ) .. إستثنيتنا |
حِجًا .. وأنت تؤذنُ الإيذانا!؟ |
أم أنّ لفظَ “الشيءِ” يكبرُنا فما |
فينا الذي قد يرتجي الرحمنا |
هذي الدموعُ لمن ستشكو حرقةً |
ياربّ .. إنْ قدَّرْتَ أنْ تنسانا؟ |
وذي المراجلُ في الصدورِ تعوَّدَتْ |
إنْ تستعرْ .. كان العطا ألوانا |
من ذا يُصَدِّقُ أن كعبتَكَ التي |
من ألفَ عامٍ .. لم تَذَرْ ندمانا |
قد أوْصدتْ .. واللهِ لم توصدْ |
بوجهِ (الأبرهه) إذ يهدمُ البنيانا |
باتتْ بيوتُ اللهِ تشكو همَّها!؟ |
أم تشكرُ الهمَّ الذي .. أقصانا!؟ |
أم باتت الخُطَبُ التي كم عَلَّمَتْ |
في راحةٍ ؟.. فالجهلُ قد غشَّانا |
ماذا اقترفنا غير ذبحِ بعوضةٍ؟ |
تبًا لعقلٍ يقتفي الخسْرانا |
أين الملوكُ اليومَ، أين كبيرُهم!؟ |
أين اختفوا والحتفُ هاقد حانا!؟ |
أين الذين استعصموا بعلومهم!؟ |
لا عاصمًا .. لو كائنًا ما كانا |
ياربّ، نخشى غضبةً تودي بنا |
ياربّ فينا .. يحملُ القرآنا |
ياربّ يونسَ، إن رحمتَ اغفر لنا |
واجعل دعانا في البلا حيتانا |