مسجد الحي الثقافي كتارا
من المساجد الحديثة المتميزة في دولة قطر، ويعود تاريخ البناء إلى عام 2006
بقلم: د. محمود رمضان
يعتبر هذا المسجد من المعالم الحضارية في قطر حالياً، ويمثل نموذج فريد من الزخم المعماري المعاصر، يجمع المسجد بين فن العمارة الإسلامية وعناصرها المعمارية والفنية المختلفة والتي تحمل التأثيرات الفنية من أواسط أسيا وغرب العالم الإسلامي أيضاً، ومزج فيه المعماري المسلم بين استخدام الخط واللون والتناغم الهندسي في الزخارف المتنوعة وزاوج فيه بينها جميعاً، فأنتجت فناً معمارياً بديعاً، واستحضر الفنان زخارف القيشاني والكتابات والزخارف الهندسية والأطباق النجمية في الأبواب الخشبية المطعمة، والنوافذ والمنبر والأسقف وزخرفها، وصهر كافة العناصر المشار إليها في بوتقة فنية ذات تقنية تكشف عن جانب من روائع فن العمارة الإسلامي المعاصر.
يتكون هذا المسجد من مساحة مستطيلة أقرب إلى مربعة، والمسجد من المساجد الحديثة في قطر، غُطيت جدرانه الخارجية بالقيشاني والفسيفساء ذات الزخارف الكتابية والنباتية والهندسة بالألوان المذهبة، وفتح في جداره الشمالي باب مستطيل الشكل يدخل منه إلى الصحن الرئيسي للمسجد، ويبرز أمام المدخل الرئيسي للمسجد بائكة من خمسة عقود مدببة ترتكز على أعمدة مستديرة، زخرفت كوشاتها ببلاطات القيشاني والفسيفساء باللون الأزرق، وشغلت الواجهة الرئيسية للمسجد بدخلات مستطيلة من أسفل فتحت بها نوافذ مستطيلة الشكل يتوجها عقود نصف دائرية، يعلوها دخلات مستطلية أيضاً، شُغلت بنوافذ علوية زخرفت بالزجاج الملون، ويتوج المسجد من أعلى صف من الشرفات تنتهي عقود نصف دائرية.
ويدخل من الباب السابق إلى داخل المسجد، وهو يتكون من ظلة قبلة عبارة عن قاعة صلاة كبيرة مزينة بالتذهيب والألوان، وتتألف من رواقين مستطيلين الشكل تقريباً، ويتبع هذا المسجد الطراز المتطور في تخطيط المساجد في قطر، والذي ظهر للمرة الأولى في تخطيط مسجد الشيوخ بالدوحة، في مرحلة الترميم والتطوير الثالثة في بداية النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي،ورواق القبلة مستطيل الشكل، فتح في جداره حنية محراب مستطيلة عميقة، وزخرفت الجدران في مناطق مختلفة بالتذهيب والألوان وذلك للآيات القرآنية، تبرز عن سمت الجدار من الخارج، ويغطيه نصف قبة مدببة من الخارج، ويوجد على يمين المحراب منبر متأنق زُين بزخارف نباتية وهندسية مذهبة أيضاً.
المئذنة:
تحتل المئذنة الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد وهي منفصلة عنه، لها قاعدة مستديرة ذات شكل ثماني تقريباً، ويصعد إلى هذه المئذنة من خلال سلم صاعد من الجهة الغربية من قاعدة المئذنة، يفضي إلى داخلها. وتتكون هذه المئذنة من بدن أسطواني الشكل، يبدأ من أعلى القاعدة ببدن مثمن، تغطية وتزخرفه بلاطات القيشاني ذات الزخارف النباتية الأرابيسك، بالإضافة إلى الزخارف الهندسية المتنوعة بالألوان المذهبة، ويلي ذلك شرفة مثمنة أيضاً، ويعلو الأخيرة بدن مستديرة يرتفع إلى أعلى، وقد زُخرف ببلاطات القيشاني والفسيفساء بزخرفتها النباتية والهندسية الملونة، وينتهي البدن المشار إليه بشريط كتابي من آيات قرآنية باللون الذهبي على مهاد من اللون الأزرق، ثم شرفة ثانية ذات شكل مستديرة، ويتوج المئذنة من أعلى جوسق ذو قمة على هيئة نصف قبة، ترتكز على ثمانية أعمدة مستديرة الشكل، يعلوها مجموعة من العقود النصف دائرية.
المصدر :
محمود رمضان (دكتور): المساجد الحديثة في دولة قطر، ( تحت الطبع ) الدوحة- قطر .
*(تبسيط الثقافات والمعارف والتاريخ والحضارة والآثار والفنون والعلوم الإنسانية وروافدها واتاحتها للمجتمعات البشرية في هذا الكون- المعرفة ليست حكراً على أحد) (الثقافة حق للجميع -لا حَجْرَ على فِكْر)