اعتذارات

حنان عبد اللطيف | سورية

بالتساوي سقوطاً بين الغد و الآن
ليس لدي اليوم
اي رغبة
بأن أتتبع نشرات الأخبار
ولا أن ابدو في أبهى حلة
فقد مللنا الأقنعة و المرايا
والوقوف على الحياد
ولا ألتمس اي عذر لأحد
لذلك سأكتب اعتذاراتي هنا
وأسجلها ضد مجهول …!!!

سأعتذر
للطريق الذي مشيته وقد أخطأت
تقدير أبعاده الفيزيائية و ربما العربية …!

للغازات المتكاثفة في سماء القصيدة
فربما تجاوزت الحجم المخصص لها
في الشرطين النظاميين …!

لبيادر الحنطة التي فاجأتنا هي الأخرى
بأنها تمشي وفق خطة ذكية
على دروب الوصاية التشاركية …!

لسقف الأحلام العالي الذي دفعنا ثمن عنقه الطويل سياطاً و لجما …!

لساعات الانتظار المديدة التي قضيناها ونحن نجتر نتائج نكساتنا وخيباتنا
ولم نحرك ساكناً …!

لأضواء المدن الخافتة المنفية في عيوننا و قد غمرها العتم
منذ جرحين ونصف …!

لأفراح العيد التي نقص وزنها بسبب انخفاض نسبة السكر لديها واحتياجها للأنسولين …!

لكل باب حب أغلقته بوجه قاصده
إذ تذكرت قول الشاعر ( عمر الخيام )
( سمعت صوتاً هائماً في السحر
نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املأوا كأس المنى قبل ان
تملأ كأس العمر كف القدر )

ليس لدي مزاج ياصديقي
أن أكتب قصيدة لعينيكَ
هذا المساء
فحين يبتلعكَ التيه
و يخونك الحرف
تسيل من حوافكَ
رائحة الوقت المحترق
بلا رماد …!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى