قبل أن يصيب قلمها الخرف

ريناس إنجيم | طرابلس – ليبيا
في كل صباح
أستشير انتظاري
أقلام كحلي
مرآتي الحالمة
و أستشير جسدي
هل سيكون بيننا لقاء على هذه الأرض
أم سنبقى محلقين في فضاء الكلمات
لك ما تريد
انتظرني هناك على حافة عطرك
ناولني كل بؤسك أدسُّه في مكحلتي
وكل خيباتك أُلَوِّن بها فستاني
ناولني قلبك
أضعه تاجا يزين عرش جمالي
اجمعْ كل ما جنيتَ من دهشة
في سيمفونية غجرية
لنرقص سويا
على أنين الليل
(2)
كان صباحك يشبه كآبة الغروب
أصابعي أصابها اليتم
و ابتسامتي تشبه
فنجان قهوة بارد
بين يدي ثكلى
أطوف بين تساؤلات خيبتي
أصلي صلاة الغائب
لـ أعيد ما تبقى من أحلام طفولتي
وأرسمني في خيالي
كما أشاء
أمارس طقوس جنوني بلا استحياء
أعيش في مرابض مراهقتي دونما كبرياء
أركض بين جدائل أمي وبخور جدتي
وأنا أراقب تكوّري
وأعتز بانحناء خصري
أزداد شموخا بالإطراء
ليت العمر كان خيارا
لأختار تلك الخانة
التي لم تكن أنت على محملها
فـ أنا سيدي أصبحت
أنثى تعاني متلازمة عطرك
الذي أعاق تقدمها نحو نفسها
قطع كل الطرق التي تؤدي إليها
فـ أصاب القحط غيمتها
وتشققت كلماتها
فـ ثناترت نجومًا
تضيء سماءك المعتمة
وطريقك
لـ تصلها
قبل أن يصيب قلمها الخرف
وتكتبك بتجاعيد الذكرى
على حائط النسيان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى