عزلة.. عودة إلى الأصل

سميح محسن | فلسطين

بيتٌ يُسَوّره السراب،
كتلٌ من الإسمنتِ تخنقُ روحَ إمرأةٍ تَخَفّتْ
واستكانت في مطارحِ عزلةٍ مسكونةٍ بالخوفِ
نافذةٌ تطلُّ على المدى
لكنّها،
بستارةٍ سوداءَ تحجبُ ضوءَها
بيدينِ ترتجفانِ ترسمُ لوحةً للّيلِ
تُلْبِسُها عباءَتها
بكاملِ عتمةِ الألوانِ
تُغرقُ في غموضِ الرّوح
ترسمُ للسوادِ ظلالَ أجنحةٍ
لتحجبَ ضوءَ قنديلٍ تسلّلَ من ظلالِ الغيّبِ
لا قمرٌ يطلُّ على حدائقِ روحِها
لا نجمةُ تتقمّصُ الأضواءَ
تسبحُ في المدى
لتعيد تأثيثَ المعاني،
وتضيء عتْمات المكان…
قولٌ على ورقٍ يطير،
ستقول امرأةٌ لعصفورٍ غريبٍ قد أطلّ على نوافذها:
أنا لا ظلّ لي كي أحتمي بظلالِهِ
وسنابلي سقطت على أمواجِ عاصفةٍ
ذرتها الريحُ في صحراءِ روحي
روحي مُعَلَّقةٌ على وجعِ الصليب،
وأحتمي بالخوف من وجعي،
ولي لغتي التي أخفي وراءَ عيونِها هذا الغموضَ المرَّ
أمشي على نصلِ الحكايةِ
أنحني للرّيح إن هبّت على الأوجاعِ عاصفةٌ
بلا أملٍ سأزرعُ وردةً بريَّةً في القلب،
أتُظَلَّلُ الأحلامَ في كهفٍ عميقٍ
طافحٍ بالذكرياتِ بما تفيض من اللغة ؟!
سورٌ تعالى في الأفق،
غبشٌ على عتباتِ هذا القلبِ
يحجبُ رؤيةَ الأشياءِ عن عينينِ غارقتينِ في فوضى السّواد،
بيدين ترتعشان أرسمُ لوحةً للماءِ
علَّ الماءَ يروي غيمةً سقطتْ
على أطرافِ ساقيةٍ ستروي وردةً نبتتْ
على شفتيٍّ شَقٍّ في الجدار
لا شيءَ يسندُ عزلتي إلاكَ يا وجعي
وطيفُك أيّها الرجلُ الغريبُ
وما تناثر من كلامٍ في مديحِ الياسمين،
لكَ ما تشاءُ من الحديثِ عن الحياة،
لي ما أشاءُ من الرؤى
أبصيصُ ضوءِ في النفق،
سيضيء في قلبي مجاهلَ هذه العتمات؟!
وهل يأتي؟!
ألملم ما تساقط من بقايا الروحِ
أرسمَ لوحةً أخرى على جدرانِ هذا القلبِ
أنتظرُ السماءَ
لتُولِدَ نجمةً تأوي إلى جسدي
سأنتظر المساءَ ونجمةً تأتي
وقد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى