هَجَرَ الْحَبِيبُ وَكَادَ يَقْتُلُنِي الظَّمَا
أ. د. محسن عبد المعطي محمد عبد ربه | شاعر وروائي مصري
قَالَتْ:” نُجُومُ اللَّيْلِ غَابَتْ عِنْدَمَا
هَجَرَ الْحَبِيبُ وَكَادَ يَقْتُلُنِي الظَّمَا “
///
قُلْتُ:”الْحَقِيقَةُ مُرَّةٌ فَتَرَيَّثِي
أَبُنَيَّتِي كَيْ لَا تَذُوقِي الْعَلْقَمَا
//
كَأْسُ الْحَيَاةِ نَذُوقُهُ بِغَضَاضَةٍ
وَالْأَرْضُ سَلَّمَتِ الْحَقِيقَةَ لِلسَّمَا
///
لَا تَيْأَسَنْ فَالْيَأْسُ طَالَ جَهَنَّمَا
أَتُرِيدُ أَنْ تَبْقَى هُنَا مُتَجَهِّما؟!
///
وَالْيَأْسُ كُفْرٌ بِالْإِلَهِ وَشَرْعِهِ
مَنْ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا قَدْ عَلَّمَا
///
أَبُنَيَّتِي أَنَا مُتْعَبٌ بِطَبِيعَتِي
وَصِبَايَ مِنْ قَهْرِ الزَّمَانِ تَصَرَّمَا
///
جَارَتْ عَلَيَّ حَوَادِثٌ شَيَّبْنَنِي
فَهَرَبْتُ مِنْ قَهْرِ الْحَوَادِثِ مُرْغَمَا
///
إِنْ كَانَ لَيْلُكِ حَالِكٌ بِسَوَادِهِ
فَالصُّبْحُ يَأْتِي بَعْدَهُ مُتَرَنِّمَا
///
قَالَتْ:”أَيَتْرُكُنِي وَيَهْجُرُنِي الصِّبَا
قُلْتُ:الشُّمُوسُ تَرُوحُ تَأْتِي عِنْدَمَا
///
يَطْغَى الظَّلَامُ وَيَكْتَوِي بِهُمُومِنَا
وَيَهِلُّ صُبْحٌُ اللَّهِ يَأْتِي بَعْدَمَا
///
كُنَّا نَظُنُّ غِيَابَهُ بِصُدُورِنَا
لَكِنَّهُ يَأْتِي لَنَا مُتَبَسِّمَا
///
قَالَتْ:أَتَرْضَى لِي الْهَوَانَ وَجُنْدُهُ
يَلِجُونَ صَدْراً وَاهِناً مُتَأَلِّمَا
///
قُلْتُ:اسْمَحِي لِي أَنْ أَهِلَّ بِفِطْنَتِي
بَدْراً مِنَ اللَّهِ الْكَرِيمِ مُدَعَّمَا
///
أَبُنَيَّتِي بَحْرُ الْهَوَى مُتَلَاطِمٌ
بِفَمِ الزَّمَانِ تَفِيضُ سَاحَتُهُ دَمَا
///
إِنْ كَانَ قَلْبُكِ هَائِجٌ بِجِرَاحِهِ
فَلَرُبَّمَا فَاضَ الْمُتَيَّمُ بَلْسَمَا
///
وَلَرُبَّمَا يَأْتِيكِ بَدْراً سَاطِعاً
يَأْسُو جِرَاحَكِ حُلْوتِي فَلَرُبَّمَا
///
خِفِّي مِنَ الْحُزْنِ الْأَلِيمِ بُنَيَّتِي
وَاسْقِي الْجِرَاحَ تَفَاؤُلاً وَتَبَسُّمَا
///
قَالَتْ: وَكَيْفَ أَخِفُّهُ بِسَذَاجَتِي
وَقَدِ اصْطَفَانِي وَاسْتَبَاحَ الْأَعْظُمَا
///
أَوَ لَمْ تَرَانِي فِي الشَّدَائِدِ وَرْدَةً
قَدْ غَابَ رَوْنَقُهَا وَلَمْ تَرَ أَنْجُمَا
///
قُلْتُ: اسْتَجِيرِي بِالْإِلَهِ وَجَاهِهِ
يُعْطِيكِ مِنْ بَحْرِ الْكَرَامَةِ أَنْعُمَا
///
وَاسْتَغْفِرِيهِ بُنَيَّتِي وَتَقَرَّبِي
لِلَّهِ لَوْ كَانَ التَّقَرُّبُ دِرْهَمَا
///
تُهْدِيهِ لِلْمَحْرُومِ فِي قَلْبِ الدُّجَى
وَيَكُونُ قَلْبُكِ لِلْإِلَهِ مُسَلِّمَا