حتى 11 ديسمبر 2021 : افتتاح ” مصرف كفت ” في 30 نوفمبر.. معرض للفنان عبد الوهاب عبد المحسن
مجدي بكري | القاهرة
لوحات تسودها روح السحر والمغامرة
تحت رعاية ا.د. إيناس عبدالدايم وزير الثقافة، يفتتح ا.د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرضاً للفنان د. عبد الوهاب عبد المحسن تحت عنوان “مصرف كفت” وذلك يوم الثلاثاء القادم 30 نوفمبر في تمام السابعة مساءً بقاعة الباب/سليم ساحة متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا.
وصرح د. خالد سرور .. “يُطالعنا الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن بعرض جديد ينتمي لتجربته ذات الطابع الروحي الرومانسي والتي تعكس بجلاء إرتباطه وتأثره بمظاهر عاداته وتقاليده التي عايشها في طفولته وصباه .. وتظهر هذه الظواهر من خلال توظيفها كدلالات بصرية مع إضفاء أبعاد جمالية وتعبيرية متنوعة لتتوالد صورة مجازية بنتها مخيلة الفنان وتجسدها مفرداته ..وقد تعودنا من الفنان البحث في الواقع عن أشكال وعناصر يُمكنها أن تُشكل رمزية تشكيلية تضمن له سلاسة الإنفتاح على الذات والوجدان كونها تستند إلى الواقع وقد نسجها برؤية ومهارة لخلق عالمه الخاص بكل ثرائه وقلقه.”
وحول معرضه ذكر الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن .. “مصرف كفت .. مسرى ليلي مسكون بأساطير الطفولة، يقع في نهاية قريتي الصغيرة الفقيرة مجاوراً لطريق الجبانة والعائدون في الليل .. في براح ظلمة الليل تمشي القراميط في مسرى ماء المصرف تحمل على أجسادها الداكنة حكاوي العشق والهجر ولوعة فراق الأحبة، على مصرف كفت كل الكائنات تخرج من مكانها وتطير في عتمةُ الليل فاردةً أجنحتها ترفرف في خيالي وترسم نفسها على صفحة الذاكرة، قراميط في شكل فراشات الطمي، طلاسم سفلية بالعشق مرة والهجر والفراق مرة وأمنيات لم الشمل آلاف المرات .. ليكون القرموط في الأساطير رمزاً مقدساً للخصوبة وحاملاً لتعاويذ المُحبين والحالمين بالإنجاب.”
كما ذكر الناقد جمال القصاص في مقدمته للعرض .. “يتشكل الهم الأساسي في هذا المعرض من نظرة الفنان إلى العالم السفلي، ومعايشته له، بما ينطوي عليه من ملامح أسطورية وشعبية، تذوب في موروث الخرافة الشعبية، وترقى إلى مستوى الحقيقة الإنسانية التي تهِب الروح والجسد بعض الطمأنينة في أحيان كثيرة .. في الميثولوجيا الشعبية، يبرز”القرموط”، كأحد الرموز والمفاتيح المهمة في تفكيك جذرية هذا العالم، وما يَعلق به من أعمال السحر والشعوذة والخرافة، بل تتسم بعض هذه الأعمال المرتبطة بالقرموط في الغالب، بالتعقيد، في فك شفراتها ورموزها… بل إن المصريين القدماء كانوا يحرمون على أنفسهم أكل سمك القرموط، اعتقادا منهم بأنه التهم أجزاءًا من جسد المعبود أوزوريس، كما أن رحلة الصيد لدى المصري القديم كانت تتم بغرض مُطاردة الأرواح الشريرة التي تتقمص الكائنات الحية، ومن ضمنها الأسماك..
تبدو هذه النظرة إلى هذا العالم مُنسجمة جمالياً مع عالم الفنان، المشدود إلى الأرض دائما، حيث دبيب البشر، فوق ترابها الفواح بروائح الندى والكدح والعرق، وحيث رنين الأحلام بتلقائيتها وعفويتها البسيطة المثابرة، وكأنها مشاعل وأجراس صغيرة، تنسج خيوطها وعلاماتها وشغفها الخاص في خطى الزمن والحياة .. ومن ثم، تتقافز القراميط في اللوحات من القاع إلى السطح، في رحلة صعود خاطفة، لها جاذبيتها البصرية الخاصة، ويحرص الفنان في تنويعاته التشكيلية على خلق لغة بصرية موازية لهذه السمكة القرموط، وما يدور في عالمها السفلي، طامحاً أن يكسر من خلال هذه اللغة، بكل تداعياتها من الموروث الشعبي، وخلفياتها البصرية، حيادية عين المشاهد، لتكتسب المشاهدة حس الرحلة، وروح المغامرة، والمعايشة الشيقة لهذا العالم ….”