مُعَلَّقَةُ نَارِ الْعِشْقْ
أ. د. محسن عبد المعطي محمد | شاعر وروائي مصري
(مُهْدَاةٌ إِلَى صَدِيقَتِي الْحَمِيمَة الشاعرة المصرية الرائعة / حنان شوقي اللواءتَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى).
دَنَا اللَّيْلُ تَكْوِي يَدَاهُ ضُلُوعِي
وَإِذْ أَنْتَ بَيْنَ خَيَالِي الْمُطِيعِ
///
إِذِ الْعِشْقُ بَيْنَ فُؤَادِي الْخَفُوقِ
سَرَى لِيهُزَّ لَيَالِي الْبَدِيعِ
///
سَكَنْتَ فُؤَادِي الْمُتَيَّمَ عِشْقًا
وَسِرْتَ بِهِ فِي بَدِيعِ الصَّنِيعِ
///
أَرَاكَ بِقَلْبِي وَخَفْقًا بِجَنْبِي
تُنِيرُ فُؤَادِي بِحُبٍّ وَسِيعِ
///
وَكَانَ فُؤَادِي خَلِيًّا طَلِيقًا
هُوَ الْآنَ أَشْجَى بِفَصْلِ الرَّبِيعِ
///
هُوَ الْآنَ يَشْكُو اللَّهِيبَ بِعِشْقٍ
جَمِيلٍ بِنَارِ هَوَاكَ الضَّلِيعِ
///
دَنَا اللَّيْلُ أَقْبِلْ إِلَيَّ حَبِيبِي
وَضُمَّ الْفُؤَادَ لِسَدٍّ مَنِيعِ
///
دَنَا اللَّيْلُ هَيِّئْ مَكَانَكَ وَاخْشَعْ
لِقَلْبِي كَفَاكَ دَلَالُ الْخُشُوعِ
///
دَنَا اللَّيْلُ سَبِّلْ جُفُونَكَ وَاخْضَعْ
لِأَمْرِ الْهَوَى يَا جَلَالَ الْخُضُوعِ
///
حَبِيبَةَ قَلْبِي وَمِفْتَاحَ حُبِّي
تَعَالَيْ بِأَمْرِ الْمُجِيبِ السَّمِيعِ
///
سَكَنْتِ فُؤَادِي وَحُزْتِ وِدَادِي
تَعِيشِينَ بَيْنَ الْغَرَامِ الشَّجِيعِ
///
أَلَا تَرْحَمِينَ فُؤَادِي الْمُعَنَّى
عَنَاءَ الْعَشِيقِ بِبَحْرِ الدُّمُوعِ؟!
///
أَلَا تَعْرِفِينَ مَكَانَكِ عِنْدِي؟!
حَلَلْتِ مَلَاكًا بِقَلْبِي الْوَدِيعِ؟!
///
أَلَا تَسْبَحِينَ بِبَحْرِ خَيَالِي
وَتُزْهَيْنَ بِي بَيْنَ تِلْكَ الْجُمُوعِ؟!
///
أَلَا تَهْتِفِينَ بِأَمْرِ شِعَارِي
تُنَاجِينَ قَلْبَكِ بَيْنَ شُمُوعِي؟!
///
أَلَا تَشْرَحِينَ هَوَانَا الْجَمِيلَ
لِيَبْقَى كَبَدْرٍ جَمِيلِ السُّطُوعِ؟!
///
أَلَا تَكْتُبِينَ الشُّعُورَ الْحَبِيبَ
لِقَلْبِكِ يَرْوِي ظِمَاءَ الرُّبُوعِ؟!
///
أَلَا تَنْحِتِينَ بِقَلْبِ الصُّخُورِ
مَكَانًا بَدِيعًا لِوَقْتِ الرُّجُوعِ؟!
أَلَا تَشْرَبِينَ وَمِنْ نَهْرِ حُبِّي
مِيَاهَ الْحَيَاةِ بِلَحْنِ الشُّرُوعِ؟!
///
أَلَمْ تَرْسِمِينِي أَلَمْ تَنْحِتِينِي
تُغَنِّينَ بِاسْمِي بِوَقْتِ الْهُجُوعِ؟!
///
أَلَمْ تَهْتِفِي لِي وَتَشْدِي بِحُبِّي
أَمَامَ الْجَمِيعِ أَوَانَ الطُّلُوعِ؟!
أَلَمْ أَحْتَضِنْكِ بِمَوَّالِ عِشْقٍ
حَدِيثٍ جَمِيلٍ يُدَوِّي ذُيُوعِي؟!
///
سَكَنْتُ فُؤَادَكِ لَمْ تَرْحَمِينِي
وَعِشْقُكِ مِنْ فَرْضِ قَلْبِي الْوَجِيعِ
///
فَمَنْ يَرْحَمُ الْغَيْرَ يَا قَلْبُ بُوحِي
وَفِيضِي بِعِشْقِكِ فِي الْمُسْتَطِيعِ
///
فَقَلْبِي ابْتَلَيْتِ بِنَارٍ تَلَظَّى
شَقِيتُ بِهَا أَنْتِ لَمَّا تَضِيعِي
///
أَلَا تَسْأَلِينَ رُمُوشَكِ لَمَّا
رَمَتْنِي بِسَهْمٍ أَقَضَّ ضُلُوعِي؟!
///
فَبِتُّ أُعَانِي وَنَارُ دُخَانِي
شَوَتْنِي بِحُبِّكِ رَغْمَ الدُّرُوعِ
///
وَقُلْتُ: أَجِيرِي بِذَاكَ الْمَسِيرِ
فَكَبَّلْتِنِي بِالْغَرَامِ الْبَشِيعِ
///
نَظَرْتِ إِلَيَّا فُجِعْتِ عَلَيَّا
وَلَمْ تُنْقِذِينِي بِحُبٍّ فَظِيعِ
///
ظَلَلْتُ بِقَيْدِي عَلَى وِتْرِ فَرْضِي
بِنَوْمِ الْعَوَافِي الثَّقِيلِ الْمُشِيعِ
///
تَسَعَّرَ قَلْبِي بِأَنْقَاضِ حُبِّي
وَقُلْتُ: أَ لَيْلَايَ فِي الْحُبِّ بِيعِي
///
حَفِظْتِ وِدَادِي وَغِظْتِ الْأَعَادِي
وَدَامَ وِصَالُكِ لَمَّا تَجُوعِي
///
عَطِشْتِ لِحُبِّي ظَمِئْتِ لِقُرْبِي
وَقَدْ طَالَ بُعْدِي بِبَحْرِ السَّرِيعِ
///
أُقَبِّلُ تُرْبِي وَأَزْرَعُ أَرْضِي
وَأَنْتِ بِقَلْبِي عَلَى كُلِّ رِيعِ
///
أَفِيقِي حَيَاتِي مِنَ الذِّكْرَيَاتِ
وَلِمِّي شَتَاتِي بِفَصْلِ الرَّبِيعِ
///
أَتُوقُ لِدِفْئِكِ يَرْنُو بِصَدْرٍ
حَنُونٍ يَقِي مِنْ لَهِيبِ الصَّقِيعِ
///
وَأَشْعُرُ بِالْبَرْدِ لَمَّا تَغِيبِي
وَيَبْكِي فُؤَادِي بِدَمْعٍ هَلُوعِ
///
يُنَادِيكِ يَا لَيْلُ زَادَ لَهِيبِي
وَلَمْ تُدْرِكِينِي بِشَكْلٍ شَنِيعِ
///
وَلَمْ تَرْأَفِي فِي الْبُحُورِ بِحَالِي
وَقَدْ كِدْتُ أَغْرَقُ شَأْنُ الْجَذُوعِ
///
وَقَدْ ضَاقَ قَلْبِي وَلَمْ أَلْقَ حُبِّي
فَكَيْفَ بِرَبِّكِ أَرْعَى قُلُوعِي؟!
///
سَكَبْتُ مِدَادِي عَلَى كُلِّ وَادِي
وَقَدْ غِبْتِ عَنْ نَبْضِ قَلْبِي الصَّرِيعِ
///
وُصُولُكِ وَهْمٌ إِلَيَّ فَكَيْفَ
تُضِيفِينَ لِلْقَلْبِ عِلْمَ الْبَدِيعِ؟!
///
وَكَيْفَ بِنَحْوِي وَصَرْفِي أَفَاضَا
لِإِصْلَاحِ أَصْدَاءِ ذَاكَ الْخُنُوعِ؟!
///
وَكَيْفَ بِعِلْمِ الْعَرُوضِ جَفَانِي
عَلَى حِسِّ صَدٍّ – حَيَاتِي – مُرِيعِ
///
بَخِلْتِ عَلَيَّ بِلَفْظِ حَبِيبِي
فَهَلْ ذُقْتِ نَارِي بِحُزْنٍ تَبِيعِ؟!
///
وَمَا زِلْتُ حَيًّا بِوَعْدِ اللِّقَاءِ
وإِلَّا سُقِيتُ لَهِيبَ الضَّرِيعِ.