القيادات الفلسطينية وبرامج الدولتين والدولة والتحرير والاستقلال
المحامي شوقي العيسة | فلسطين
قيادات حركات التحرر حتى تحقق أهدافها تبتعد عن العمل الموسمي وعن ردات الفعل وعن الأفعال غير المنتجة. وخلال ذلك لا يهمها كثيرا تضييع الوقت على صياغة الشعارات وعلى النقاشات البيزنطية. فهدف أي حركة تحرر واضح ومحصور في تحرير بلدها بأي طريقة ممكنة وأحيانا على مراحل.
وحركة التحرر الناجحة أو التي تسير على الطريق الصحيح تتعامل مع الواقع بهدف تغييره. الحركة الصهيونية الأوروبية اسست دولة أبارتهايد على معظم أراضي فلسطين، تلك التي احتلتها بين عامي ١٩٤٨ و ١٩٦٧ .
والعالم وقتها لم يعاملها كما عامل جنوب أفريقيا. وبعد أن احتلت باقي أراضي فلسطين عام ١٩٦٧ ونقلت مستوطنيها إليها أنشأت أيضا نظام أبارتهايد تحت الاحتلال. أي أن أهم صفة للحركة الصهيونية تعبر عن جوهرها هي العنصرية والابارتهايد ومع ذلك دول العالم وخاصة الغربي الاستعماري ليس فقط تصمت بل وتساعدها.
بعد تأسيس السلطة الفلسطينية بناء على اتفاقيات بين (م ت ف) وإسرائيل قامت إسرائيل ومعها أمريكا بقتل حل الدولتين وانهائه إلى لا رجعة. هذه أصبحت حقيقة يجب التعامل معها.
والآن السلطة في طريقها إلى الانهيار وبتسارع. وإسرائيل لا يهمها رد فعل العالم إذا وحدت كل أراضي فلسطين في دولة أبارتهايد. (ربما بدون قطاع غزة مؤقتا). والعالم حتى غير الغربي الاستعماري لن يهمه الأمر في ظل عدم وجود حركة تحرر فلسطينية قوية. وستطلق أيدي الصهاينة لتهجير أكبر عدد ممكن منا إلى خارج فلسطين وربما خارج الشرق الأوسط، وهذا عمل مستمر تقوم به منذ تأسيسها وأفعال السلطة أو السلطتين ساعدتها قليلا في ذلك.
(الأطباء والعلماء حين هدفوا لتنظيم النسل كان أمامهم حقيقة واقعية وهي أنهم لا يمكن لهم منع ممارسة الجنس فتعاملوا مع هذا الواقع واخترعوا وسائل منع الحمل وعمليات الإجهاض).
الواقع أمامنا أن الحركة الصهيونية لن تتوقف عن ارتكاب الجرائم والاستمرار في الاحتلال والمطلوب من حركة التحرر الفلسطينية لتحقيق هدفها بالتحرر هو العمل اليومي والمستمر لإجهاض هذه الجرائم ومواجهتها واستباقها وهذا يتطلب دعم صمود المواطنين داخل فلسطين وتنظيم من في الشتات وإيقاع الألم والخسائر بكل أنواعها لدى العدو واجهاض النتائج التي يهدف لها من وراء ارتكاب جرائمه المستمرة. هذا يحقق لنا نتائج متلاحقة تؤدي في النهاية إلى التحرير دون تضييع الجهد على الشعارات والصياغات والاختلاف على المراحل.
ولكن حين تفسد قيادات حركات التحرر فإنها تفقد هذه الصفة.
رغم كل ذلك شعبنا دائما ما يفاجئ الجميع ويسبق قياداته ويتفوق عليها.