من يضع حدا للدخلاء على العمل الإعلامي ومتسلقي «المهنة» بحثاً عن الشهرة والثراء؟

محمد المحسن | إعلامي وناقد تونسي
من المؤسف جدا، أن تتحول الساحة الإعلامية إلى قبلة للفاشلين من منتحلي الصفة، الوافدين من شتى القطاعات: عمومية وخاصة، وهم في الغالب بدون مؤهلات علمية، وليسوا خريجي معاهد عليا للصحافة، كما لم يسبق لهم الاستفادة من دورات تدريبية بمؤسسات إعلامية، تجمعهم الانتهازية والرغبة الجامحة في الحصول على بطاقات، تمنحهم هويات صحافية مزورة، لاستخدامها في الابتزاز والنصب والاحتيال، عن طريق صناعة الإشاعات ونشر الأكاذيب والمغالطات، وتفجير النزاعات بين الأشخاص والمؤسسات، حتى صار المواطن البسيط غير قادر على التمييز بين الحقيقة والوهم، وبين الحق والباطل وكثيرا ما تنتعش حركة هؤلاء « السخافيين » الجدد من مصورين ومحررين وتقنيين خلال الأنشطة الرسمية والمواسم الصيفية، وإبان التظاهرات الحزبية والرياضية والثقافية، وتنظيم المهرجانات الفنية والتراثية.
وكما هي حاجتنا ملحة،إلى صحافة إلكترونية وصحف جهوية هادفة، سيما بعد الشروع في تنزيل الجهوية المتقدمة، فإننا في حاجة أيضا إلى إعلام مواطن، يتميز المنتسبون إليه بمهنية عالية، يخدم قضايا المجتمع اليومية والمصيرية، ويقيه شر انزياح المندسين، الذين لا يلتزمون بالقيم الوطنية وضوابط المهنة واحترام أخلاقياتها.
وفي انتظار ارتقاء صحافتنا إلى مستوى تطلعاتنا، عبر تحسين أداء العاملين والرفع من جودة المنتوج، فإن الأمل معقود على دعمها وتأهيلها، تطوير القوانين المنظمة لها وضمان حرية التعبير، إرساء قواعد حكامة جيدة وتأطير الموارد البشرية، إقرار التربية على الإعلام بالتعليم الأساسي، وإحداث آليات حديثة لتنظيم المهنة وتطهيرها من “الطفيليات”.
ما أريد أن أقول؟
أردت القول أنّ في الوقت الذي فتح الإعلام العربي فيه ذراعيه أمام الجميع وبات الباب الأوسع لتحقيق الشهرة والمال في أسرع وقت، أصبح لقب «إعلامي» وظيفة الثراء السريع وتحقيق مكاسب أخرى في عالم المال والأعمال والحصول على الوجاهة الاجتماعية وخاصة في ظل سرعة الانتشار عبر الإنترنت، وأصبحت صفة ووظيفة إعلامي متاحة للجميع ومن دون أي شروط وباتت القنوات الفضائية تستسهل الطريق لجلب فنانين وراقصين ومطربين ليقدموا البرامج وهي المهنة الجديدة التي حلت محل المذيع الذي يتطلب منه إتقان اللغة والاطلاع والتحلي بقدر كبير من الثقافة العامة والرؤية التحليلية.
لقد أصبحت مهنة «الإعلام» في بعض الدول مهنة من لا مهنة له من دون أي دراسة أو علم مسبق بطبيعة الرسالة التي يقوم بها الإعلام،وأن اللحظات البسيطة على الشاشة أو عبر الأعمدة المقروءة والتي تنقلها كافة المواقع الإلكترونية، يتلقاها الملايين وقد تكون مصدراً لاتخاذهم قرارات مصيرية وخاصة إذا تعلق الأمر بالتحليلات الاقتصادية والتي باتت هي الأخرى ملاذاً للمحللين من كل حدب وصوب وقد تتسبب في خسارة مالية.وتعتبر الصحافة السياسية لدخلاء مهنة الإعلام الأخطر على المستوى المحلي والدولي وأن الآراء الشخصية أو المأجورة من قبل بعض المؤسسات أو الأشخاص قد تتسبب في حدوث أزمات سياسية دولية، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من التنظيم المحلي والدولي لاعتماد قانون خاص بمهنة الصحافة والإعلام ومن يتصف بها وفقاً لمعايير محددة.
إن من يحمل قلماً كمن يحمل سيفاً فعليه أن يكون حذراً وأن يكون أميناً ومقدراً حجم المسؤولية التي تقع عليه في ظل تواجده الإعلامي وتأثيره في ملايين الأشخاص وخاصة من ذوي الثقافة المحدودة، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على تغيير العقول عبر الشاشات.
لقد أصبح لقب «إعلامي» وظيفة الثراء السريع وتحقيق مكاسب أخرى في عالم المال والأعمال والحصول على الوجاهة الاجتماعية وخاصة في ظل سرعة الانتشار عبر الإنترنت، وأصبحت صفة ووظيفة إعلامي متاحة للجميع ومن دون أي شروط وباتت القنوات الفضائية تستسهل الطريق لجلب فنانين وراقصين ومطربين ليقدموا البرامج وهي المهنة الجديدة التي حلت محل المذيع الذي يتطلب منه إتقان اللغة والاطلاع والتحلي بقدر كبير من الثقافة العامة والرؤية التحليلية.
وأصبحت مهنة «الإعلام» في بعض الدول مهنة من لا مهنة له من دون أي دراسة أو علم مسبق بطبيعة الرسالة التي يقوم بها الإعلام،وأن اللحظات البسيطة على الشاشة أو عبر الأعمدة المقروءة والتي تنقلها كافة المواقع الإلكترونية، يتلقاها الملايين وقد تكون مصدراً لاتخاذهم قرارات مصيرية وخاصة إذا تعلق الأمر بالتحليلات الاقتصادية والتي باتت هي الأخرى ملاذاً للمحللين من كل حدب وصوب وقد تتسبب في خسارة مالية.
وتعتبر الصحافة السياسية لدخلاء مهنة الإعلام الأخطر على المستوى المحلي والدولي وأن الآراء الشخصية أو المأجورة من قبل بعض المؤسسات أو الأشخاص قد تتسبب في حدوث أزمات سياسية دولية،وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من التنظيم المحلي والدولي لاعتماد قانون خاص بمهنة الصحافة والإعلام ومن يتصف بها وفقاً- كما أسلفت – لمعايير محددة.
على سبيل الخاتمة:
حدد الكاتب الأميركي جون م. هاتلنج في كتابه أخلاقيات الصحافة 1983، أخلاقيات العمل الإعلامي في نقاط أهمها : الصدق، وهو الدافع لأدبيات التعامل مع المادة الإعلامية، ثم احترام الكرامة الإنسانية، مؤكداً أنه يجب عرض الأخبار والصور بما لا يمس هذه الكرامة جماعية كانت أو فئة أو ثقافة أو دين أو فردية، مثل عرض صورة شخص دون إذن،يلي ذلك النزاهة،وهي تعني تقديم الخبر والصور بنوع من الحياد وتجنب الخلط بين الأمور، ثم الاعتبارات الذاتية، حيث تفيد النزاهة بالتجرد من الهوى والاستقلالية في العمل وعدم الخضوع لأي تأثير أو رقابة،وأخيراً المسؤولية، حيث يجب على الإعلامي أن يتحمل مسؤولية الصحة في أخباره بمعنى أنه لا يجوز نقل أي خبر دون التحقق منه والتحري بشأنه والتزام الدقة في معالجته والحذر في نشره.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى