النِسوية: هل هي مُعادلة الوهم الكاملة؟

سيد أحمد | باحث

بدا أن الاضطهاد معضلة لايكمن حلها في مجرد طرح يتبنى قيم السلام والعدل، إذ في معظم الوقت تنهار كل الادعاءات بأول اختبار حقيقي، ما يعني أن مجرد التنظير ليس هو الحل، وهو ما يضرب أصحاب هذه القيم الوديعة كلها في مقتل، لأنه يفرض عليها حمل السلاح لتعميم هذه القيم، وهو ما يبدو مناقضًا لجوهرها في الأساس.

وفيما ظن العالم انهيار السرديات الكبرى،فقد شرع في بناء التفرد والتميز بشكليهما الرأسمالي. وفيما ظنت النسوية أن ذلك من شأنه إحالة قيمها الفردية إلى تيمات وقيم يتبناها المجتمع كاملًا، حتى استفاق العالم، لا على أدلة انهيار تلك السرديات وتمكن المقابلة لها، ولكن على النقيض. أي الحرب بصورتها الكلاسيكية تمامًا، وإنذار شديد اللهجة يتوعد العالم بتفجير نووي قد ينهي الحياة تمامًا أو يحيلنا في أحسن الأحوال إلى لا شيء كوني!

انهيار مصداقية النخب السياسية الحاكمة في كل أنحاء العالم

هذا لو أنها من البداية كانت صادقة أصلا! في مقالة للفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك تحدث عما أشار إليهفلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي في وقت سابق من الشهر الحالي، إلى أنَّ الحكومة الأوكرانية لم يعجبها اتفاق مينسك، وأضاف: “أعجبكِ أم لم يعجبكِ، يبقى ذلك واجبك، يا حلوتي”.لهذه العبارة مضامين جنسية معروفة. فمن الواضح أنَّ بوتين يقتبس من أغنية “الجميلة نائمة في كفن” لفرقة البانك روك المسماة “كراسنايا بليسين” أو “العفن الأحمر” والتي تعود إلى الحقبة السوفييتية: “الجميلة نائمة في كفن، حبوت وجامعتها. أعجبكِ أم لم يعجبكِ، نامي يا حلوتي”.[1] وفيما يشير جيجك إلى العنف الظاهر في الخطاب الروسي، أو تصديره لبعض المفاهيم التي من شأنها أن تطلعنا على منهاج تحرك روسيا في السنوات الأخيرة (حسب رأيه). فإنه يختم المقالة بأنه من الضروري اخصاء روسيا الكامل، إذ الاخصاء فقط هو ما يضمن عدم الاغتصاب –يقصد أوكرانيا-! وليس هدفنا هنا هو تقييم مع أو ضد بالنسبة للحرب، بل الإشارة لما يعنيه جيجك في إدانة روسيا، والحقيقة أن ذلك لا يعني أكثر من تحيزه لصالح أمريكا، التي هي مغتصب آخر، بغض النظر عن ضحايا هذا الإعتداء، والإعتداءات السابقة في سوريا والعراق، وبغض النظر عن حكومة الكيان التي لا تنتهج سوى العنف والإبادة الجماعية والمذابح ضد الشعب الفلسطيني.

بدا أنها لحظة تعرية كاملة لمعايير العالم المزدوجة، إذ خلال الأيام الماضية وما يشهده العالم من حرب روسيا على أوكرانيا -وبغض النظر عن دوافع كل منهم سياسيًا-، والتي بدا أنها تُعري تلك القيم التي زعم المجتمع الغربي أنه يتبناها، من رفض العنصرية والمحاججة بشأن الأقليات وغيرها، للحد الذي ظهر جليًا أن ذلك لم يكن سوى محض هراء كامل، ففي خضم الأخبار المتداولة، تعترف الأمم المتحدة بأن هناك – بعض- العنصرية التي واجهها –بعض- اللاجئين غير الأوربيين، ويُقصد بذلك العرب، واللاجئين من العالم الثالث، الحقيقة أن التأكيد على أقلية من تعرضوا للعنصرية، قد يكون مزيفًا، بالأخص مع النظر لهذه العبارة اللافتة، حيث قيل: أنهم –أي اللاجئون الأوكران- ليسوا مثل لاجئين العرب! بل مارست السلطات على الحدود وبمحطات المترو وغيرها من وسائل النقل، التمييز ضد السود والملونين، لأنهم مواطنين درجة ثانية كبشر وليس فقط كأوكرانيين. وتلا ذلك بعض الشهادات المتداولة على مواقع التواصل بمختلف منصاتها، تفيد بأن ذلك التمييز يتم في معظم دول أوروبا، وأن الحديث عن مناهضة العنصرية والقيم النِسوية إجمالًا، لم يكن سوى بالونات من الكذب المنمق، نشاهدها الآن تنفجر! ولكن، ماذا يعني الحديث عن قمة للمناخ؟!

دعنا نعود قليلًا للوراء،ما يفرض علينا أن نُعيد تعريف ما تعنيه النسوية من جديد، ليس بهدف إعادة الصياغة والحديث المُكرر، ولكن من أجل تقويض ما نحاول بحثه، ولأن ذلك يفصح بطريقة ما عن أحد المشكلات الجوهرية في حركة النسوية الحديثة. لو أن هُناك ما يعني نسوية بالفعل!النِّسْوية أو الأنثوية (Feminism)‏هي مجموعة من الحركات الاجتماعية والسياسية والأيديولوجيات التي تهدف إلى تعريف وتأسيس المساواة السياسية والاقتصادية والشخصية والاجتماعية بين الجنسين. تتبنى النسوية موقف أن المجتمعات تعطي الأولوية للذكور، وأن النساء يعاملن بشكلٍ غير عادل في هذه المجتمعات. تشمل محاولات تغيير ذلك محاربة الصورة النمطية الجندرية وإنشاء فرص ونتائج تعليمية ومهنية وشخصية للمرأة مساوية للرجل. (حسب التعريف الشائع لدى ويكيبيديا).

استبدال هيمنة، بهيمنة!

إمعانًا في خِطاب التبجيل، ظنت الحركات النِسوية أنها تُشيد بناءً من القيم الأنثوية، إذ تعتبر أن الصفات مثل التضحية بالذات، والتواضع والقوة الأخلاقية، واللاعنف، وغيرها، هي في الأساس قيم أنثوية الأصل، وعليه فإنها تحبذ أن يتبى المجتمع هذه القيم، ومنه يمكن أن يُرد للمرأة بعضًا مما تم فقده على مدار عقود طويلة، عبر تعزيز قيم البساطة والتواضع والحب، وهي إذ ذاك تقف في المقابل مما ذهب إليه الواقع بالفعل، من تعزيز القيم الذكوية في الأساس، مثل المصلحة الذاتية، والانغماس في الذات والغرور، وبدرجة كبيرة من المرأة نفسها، وذلك لكي تستطيع المرأة أن تصنع لنفسها كيانًا مستقلًا بالكامل عن الرجل، وعن التبعية، فإذا بها تتخذ سبيل الرجل في التحقق، فتتبنى الشكل الذكوري للقيم، ومنه تُحقق ذاتها! ناهيك عن الاستبداد المُمارس من قبل النساء للنساء.

الخطوة التالية، كانت أن تهدف النسوية تغيير الرجال، أي أنه على المجتمع تبني القيم الأنثوية، ولا يخلو الأمر من طرافة، إذ لو نجحت النسوية الحديثة في مسعاها، فإن هذا النجاح مشروط بالتخلص من المستغلين(أي الرجال)، لتفصح بذلك عن مستغلين جدد (أي النساء). بما تتمثل طبعًا هذه القيم الأنثوية المحببة، أن يكون شأن المرأة الأول هو رعاية المنزل والأطفال، مُعليًا بذلك قدرتها على التحمل. ماذا لو أن القيم الأنثوية وليدة الخضوع والاضطهاد في الأساس؟ كيف يستقيم المجتمع وهو يورث قيم خاضعة، حتى لو سلمنا جميعًا بإنسانية هذه القيم، فإنها تبقى وليدة لحظة كانت تمثل العجز والخضوع من البداية. كيف يستحيل هذا الخطاب الأنثوي فيصبح مسيطرًا بالكامل بما يشمل ذلك استبدال الخِطاب المُمارس لعملية الاخضاع والهيمنة ذاتها من البداية؟ ربما الأمر لم يكن سوى استبدال للهيمنة، بأخرى مع اختلاف النوع الاجتماعي طبعًا!

تمكين المرأة: منح مدفوعة الثمن

تأتي لفظة “تمكين” من المصدر (مَكَّنَ) أي ساعد أو جعل آخر متمكنًا، فمثلًا: سعى إلى تمكينه من النجاح، جعله متمكنًا من النجاح، أي مُنح بفضل قوة خارجة، قد يبدو أنها اليد العليا، التي قد تعطف، أو تدر بعض العطاء، لليد السُفلى! وهو ما يفرض أن ما يسمى بتمكين المرأة لم يكن سوى بعض الامتيازات التي مُنحت بطريقة واعية، وربما متلاعبة، تهدف للسيطرة ولكن بشكل أكثر براءة ومراوغة.

هكذا حصلت المرأة على بعض الامتيازات مثل الحق في التعليم والإنتخاب وغيرها، ولو في طبقات اجتماعية بعينها دون الطبقات الأخرى والقرى الأكثر فقرًا (نساء القاهرة مقارنةً بالنساء في الصعيد المصري على سبيل المثال) مع التأكيد أن الفقر ليس فقرًا ماديًا فحسب، إذ يُنظر للفقر باعتباره فقر الفرصة أولًا.ويعني ذلك أنه ليس ثمة نضال حركي واضح من أجل القيم التي تتبناها النسوية على الأرجح. وفي المقابل تم منح المرأة بعض الامتيازات مدفوعة الثمن، على ما نشهده من عالم اليوم، بالأخص بالنظر إلى الحروب التي لا تحصى، لا يمكن بحال أن نصدق معه أن قيم السلام والأمومة التي تعدنا بها النسوية الحالمة في موقع تنفيذ بالفعل، والحقيقة أن الحديث عن ذلك وسط عالم يهدد يوميًا بحرب نووية، هو على الأرجح نوع من الهذيان.

وهو بطريقة ما يعني أن النجاح الذي يتحقق في عالم الأعمال هو طريق المساواة بين الرجل والمرأة، ليس من باب تبني قيم معادية للرأسمالية التي يخضع لها –قسرًا- الكل، ولكن بأن تتولى النساء مناصب عليا بهذه المؤسسات ذاتها، حيث “يعتبرن النسوية خادمة مخلصة للرأسمالية. ويردن عالمًا يتوزع فيه عبء إدارة الاستغلال في أماكن العمل والقمع في النظام الاجتماعي كله بالتساوي بين الرجال ونساء الطبقة الحاكمة. وعليه يجب الشعور بالامتنان لأن من يتحكم في طائرة مسيّرة للقتل الجماعي، أو يحبس الأطفال في أقفاص حديدية على الحدود، امرأة وليس رجلًا. على النقيض لا بد أن يعمل الإضراب النسوي على مستوى العالم على إنهاء الرأسمالية، هذا النظام الذي يخلق التوحش بكل صوره ويشرعن عملياته في القتل والدمار والتخريب[2]. هل على منظمات الإضراب النسوي أن تتجه نحو السيطرة المسلحة لتفلح المحاولة؟ هل يبرر القتل باسم تعميم قيم السلام؟ لأنه بالنظر لحال المجتمع العالمي لا يمكن تصور أن التنظير المعرفي/ الاجتماعي لا يمكن أن يتمخض عن أكثر من مجرد مستهلكين مطيعين لنظم الرأسمال المتوحشة، وفي أحسن الأحوال مناهضين مسالمين أيضًا، للأنظمة المستبدة التي تحمي مصالحها بقوة السلاح، هل على منظمات الإضراب أن تحمل السلاح للفت النظر لما تتبناه من قيم العدل والمساواة حين تطالب بالخبز والورود؟ ربما.

النِسوية: حريات مُقيدة استثماريًا

“في الظرف الحالي ولىّ وقت الحياد وعلى النسويات أن يتخذن موقفًا: هل سنستمر نحنُ النسويات في السعي إلى تكافؤ الفرص في السيطرة بينما يحترق الكوكب؟ أم سنعيد تخيل العدالة على أساس النوع في صيغة مناهضة للرأسمالية تقودنا لتجاوز الأزمة الحالية نحو مجتمع جديد؟”[3]يدفع ذلك إلىالسؤال عن الحرية من حيث أنهاتتحقق بالفعل؟ أم أن ما نظنه حريات لم يكن سوى بعض المنح التي تغذي بشكل ما النظام الرأسمالي والنيوليبرالية؟ على الأرجح أنها كذلك. وعليه فقد يُسمح لنا بأي شىء طالما ليس فيه أي تبعات جدية، من شأنها أن تعيق تضخم رؤوس الأموال، وأن ما تلقفناه باعتباره تحرر لم يكن سوى بعض الأساليب المرفهة للعيش والتي تغذي أيضًا الروح الاستهلاكية للعالم، فتصب من جهة في زيادة رفاه الطبقات الاجتماعية الأغنى، وتصب من جهة أخرى في صالح أرصدة بنوك أصحاب الأعمال والممولين المباشرين لقطاع كبير من الإعلانات بمختلف قنواتها وما تتبناه من قيم استهلاكية بامتياز، بل تصدرها باعتبارها النمط المثال للحياة عمومًا، في مقابل أن الطبقات الاجتماعية الأقل حظًا من رأس المال المدخر أو المُحصل من العمل، وأصحاب المهن غير الذهنية، هم من يدفع الضريبة نيابة عن الكل، مرةً لضيق ذات اليد في الوقت الذي تسمح فيه السوشيال برؤيةالكيفية التي يبدد بها الآخرين أموالهم بينما يعيشون على الكفاف، وبينما يقترب العالم ليهمس: من لم يعش الرفاه بهذا الشكل، فحياته ناقصة، رديئة، كما أنها ليست حياة. ومرة لأنهم عاجزين عن تطوير نضال حقيقي لأن ترس الرأسمال يعتصر أعمارهم، بالأخص حينما تأخذ الحكومات صف الأخير.

يشير بيار بورديو أنه على النساء أن يلتزمن في فعل سياسي بالقطع مع إغواء التمرد الانطوائي لمجموعات صغيرة من التضامن والدعم المتبادل، ولو أن الأخيرين ضروريين بالنسبة لنضالات الحياة اليومية داخل المنزل وفي المكتب ومكان العمل. إنه تمنٍ بأن يتعلمن العمل على اختراع وفرض أشكال من التنظيم والفعل الجماعيين داخل الحركة الاجتماعية نفسها، ويستندن إلى التنظيمات المنبثقة من التمرد ضد التمييز الرمزي، بأسلحة رمزية فعالة، قادرة على هزّ المؤسسات التي تساهم في تأبيد تبعيتهن. لعل ذلك بالنظر لواقع العالم، والواقع العربي بالأخص، هوالخيار الأصعب ربما، لكنه الوحيد! ولو أننا لم نطمح لأكثر من السؤال، السؤال الكثيف. تاركين الإجابات أن تفصح عن ذاتها، أو يُفصح عنها الواقع موضوع السؤال في الأساس.

مذاق النبيذ الملكي

-1-

عزيزي أبي..

أنا سوف أُولد صبي

كل ما أخشى أن أكون قد ولدت مع القضيب

المرأة والمجتمع

سوف يفترضون أنني سأكون أكثر قدرة على الاختراق من الجنس الآخر!

على التخفي والمراوغة،

أكثر قدرة على الاغتصاب،

التلاعب

والخداع،

الإيذاء الجسدي والغش.

واستخدام خداعي لتعزيز ممارسة الجنس

والتقليل من الجنس الآخر

بينما أنا، لستُ كذلك؛

هم من حاولوا خلقي بهذا الشكل

وقد كنت فعلًا يا أبي!

-2-

ذات الرائحة المشوبة بعرق السنوات

لم تزل هناك

بينما الوجوه تغيرت

الفتحات تغيرت أحجامها

الأجساد ترهلت أكثر

ازدادت رجرجة النهود والأهداب.

العَداء هُنا

لم يكن سوى انتقام متبادل

سطوة كل منهم على الآخر

الرغبة اللامنتهية في ابتلاعه بالكامل

رغم الكره والاحتقار والحب

رغم اليقين بالخطيةِ والدنس

التحول العجيب

من الشيطنة الكاملة إلى البراءة التامة.

فحينًا تكون عارية تمامًا

إلا من الحب والشيطنة

كلما تساقطت خطاياها سعَت لتجدد أخرى

وحينًا قديسة بمحرابٍ لليقين ومثال الخير.

وهل الإنسان إلا خطيئة؟!

يتنهد لتُغفر

ومن ثم يُعيد الكرةَ في مكرٍ من جديد وإلى الأبد!.

-3-

ذكور مجتمعاتنا

يعتقدون

بمحض بلهٍ أو غباءٍ مقدس

أنهم يعرفون نساءهم عندما يرونهم عرايا الجسد!

بعد انتهاء علاقة عابرة في منتصف يوم حار

الوجه الآخر يبدو بتلك اللحظة النادرة

أثناء الممارسة،

لحظة التأجج والسفر،

بئر سحيق تختلط فيه المشاعر والأحلام المنسية.

هذه اللحظة ربما هي ما نكون عليه فعلًا!

في هروبنا من التلاحق المستمر،

والخوف الواقع بين الإمكان والعجز

الرغبة العارمة وعدم المقدرة الفعلية!.

ماذا عن أحلامها؟

عما هو عاطفي لديها؟

ما يجعلها تبكي؟

احكِ لي عن طفولتها؟

هل تُفضل الحيض على الحمل؟

أمرٌ مُخزٍ.

متى يُمكنها أن تصنع إنسانا؟!

تبدو ثقةً زائفة!

-4-

كون صغير من الصراع

يعكس عالمًا كبيرًا من الحروب والدمار

القتل والتشريد

والسقوط.

_الإيدز والمثلية، نتاج كراهية الرجل_

هل تنتمي الطبيعة أكثر وتتوحد مع المرأة؟

السر المكنون ولُغز الألغاز

القُوَى الإبداعية الغامضة،

التشابه المُربك بين ثدييها المكورين،

وبطنها وفخذاها!

وبين الخطوط الراسمة لملامح الأرض وتعرجاتها؟!

هُنا لا يكون ثمة مساواة

الرجل يتعلم الاستهداف، التركيز.

الهدف، نمط مؤبد من الخطيئة

إذ من دون هدف؛ فإن التبول والقذف ينتهيان

إلى حالة من التلويث .

أو هو حصيلة الصعود والهبوط الجامحين،

مجرد هوس اكتئابي للتركيز والإسقاط.

بينما؛

أنثوية ديانات الخصوبة والنماء

الخلق والدمار

إنها السيدة المُحاطة بالجماجم،

وأشلاء الموتى المنثورة على الطرقات

بغير اكتراث.

وهي كتابةُ الخوفِ ضد الخوفِ.

إننا

لا نستطيع الإمساك بحد الطبيعة

دون أن نريق دماءنا،

الرهبةُ والرعب هو نصيبنا!

-5-

بينما هُن فى وادٍ،

_الجسد، الهوية، والجنس_

أنت تعتقد أنك تعرفها ككتاب وجد على منضدة غرفتك

الحقيقة؛

مملكة الإله التي تكمن بداخِلك؛

أنك لم تملك القدرة على فتحهِ إلى الآن!.

الرجل يخاف وخوفه مبرر

إذ من الممكن تبتلعه المرأة الموكلة

من الطبيعة!

بينما تظن أن عليك الأداء؛ كي يستمر العرض.

تدخل منتصرًا،

وتنسحبُ عاجزًا!

[1] وردت هذه الفقرة ضمن مقالة سلافوي جيجك والتي ترجمتها مهيار ديب تحت عنوان “هل كان اغتصاب أوكرانيًا حتميًا؟” رابط المقال :https://awanmedia.net/opinion-analysis/%D9%87%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%8B%D8%A7%D8%9F/ آخر زيارة للموقع بتاريخ 7 مارس 2022م.

[2]‏”نسوية من أجل 99%: مانفيستو لحركة اجتماعية جديدة” لـ: نانسي فريزر وتشينزيا أروتزا وتثي ‏باتاتشاريا. ترجمة: محمد رمضان. مراجعة: إلهام عيداروس. ص 10 بتصرف.

[3]‏”نسوية من أجل 99%: مانفيستو لحركة اجتماعية جديدة” ص 11.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى