البناء الفني في روايات خليل الجيزاوي.. رسالة ماجستير بدار العلوم بالفيوم
جامعة الفيوم – مصر – جريدة عالم الثقافة
شهد قسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة الفيوم جمهورية مصر العربية ـــ جنوب القاهرة ــــ مناقشة علنية للباحثة علياء على عبد الوهاب في رسالتها للماجستير بعنوان: البناء الفني في روايات خليل الجيزاوي، دراسة تحليلية علمية، وتشكّلت لجنة المناقشة والحكم من الدكتور عبد الرحيم الجمل أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم مشرفًا رئيسًا ومناقشًا والدكتور عبد المنعم أبو زيد أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم مناقشًا، والدكتور محمد عليوه أستاذ النقد الأدبي الحديث بكلية دار العلوم جامعة القاهرة مناقشًا، والدكتور بيومي طاحون أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم مشرفًا مشاركًا ومناقشًا، وقد حصلت الباحثة على درجة الماجستير بتقدير ممتاز، وفي بداية مناقشة الرسالة العلنية أكد الدكتور عبد الرحيم الجمل أن الكاتبة توقفت بالدرس والتحليل النقدي أمام الكثير من الظواهر التي تعرض لها الجيزاوي في رواياته من صور الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أو من خلال شخصيات وأبطال الروايات التي كانت تتحرك بسهولة ويسر طوال فصول الرواية، وتتكلم بلغة راصدة للأحداث، وجاءت اللغة كاشفة للأزمنة السياسية والاجتماعية التي تعرض لها في رواياته، وأشاد دكتور محمد عليوه بالرسالة وقدرة الباحثة على الاهتداء إلى الأساليب الروائية التي استطاع من خلالها الروائي خليل الجيزاوي أن يصور لوحات سردية تصف حياة المصريين ويترجم فيها آلامهم وآمالهم وأفراحهم، وكشفت الرسالة النقاب عن تحيّز الجيزاوي للقرية المصرية وطبقات المهمشين من الآلاضيش، وتوقفت أمام طائفة من ملامح الرواية عند الجيزاوي مثل التعددية الصوتية التي أشاد بها ميخائيل باختين، وكذلك فيما يتعلق بصورة المرأة التي شغلت مساحة كبيرة من اهتمام السارد خليل الجيزاوي، ولمّا كانت العتبات لا تحييا بمعزل عن النص الروائي، فقد أولتها الباحثة جانبًا من اهتماماتها، وتكلمت عن ثلاثة مستويات من اللغة هي: لغة السرد، ولغة الوصف، ولغة الحوار، وركّز الدكتور عبد المنعم أبو زيد على أن الرسالة ناقشت البنية الفنية لروايات الجيزاوي فعرضت الباحثة لعتبات النص موضحة علاقاتها بالنص/ المتن، كما قرأت أهمية الشخصية في النص الروائي مع التركيز على شخصية المرأة باعتبارها اللبنة الأساسية في بناء العلاقات الإنسانية، كما اهتمت بالسرد، فطرحت فكرة الراوي ودوره في قراءة النص وعلاقته بعنصر الزمن المُكوّن الرئيس للبناء الفني الذي يصنع بنية التداخل المعتمدة على الاسترجاع والاستباق، ومن جانبه أوضح الدكتور بيومي طاحون أن الباحثة خلصت إلى أن إبداعات الروائي خليل الجيزاوي شكّلت زادًا فكريًا ومعرفيًا، وأسهمت كتاباته في صياغة رؤية مجتمعية كاشفة بغلال جمالية تغلغلت في كل حدث، راصدًا الأزمنة والأمكنة والشخصيات في متن سردي متميز، والقارئ لعناوين منجزه يلحظ سسيولوجيا نصية تجعله متربعًا في اهتمام الباحثين لدراسة نصه الإبداعي من مختلف الأبعاد، وأضاف أن الباحثة أبانت في رسالتها أن الكاتب يمتلك أدوات السرد وتقنياته وأساليبه، ولديه إمكانات لغوية هائلة، وفي جعبته خبرة استخدامها إبداعيًا واستكناه أسرارها، حيث يُعبّر عن تسريد الحياة بأسلوب خاص قادر على صناعة الدهشة وبعث الرغبة لدى المتلقي الواعي في تجاوز عتبات نصه والدخول في دهاليز متنه السردي، وعلى ذلك فالجيزاوي بإنتاجه يستحق دراسات علمية جادة، وإيمانا بأهمية التكريم للمبدعين الجادين ودورهم في سرد الحياة.
الجدير بالذكر أن الروائي خليل الجيزاوي، عضو مجلس إدارة النقابة العامة لاتحاد كُتّاب مصر، ونادي القصة بالقاهرة، ودار الأدباء، وأتيلييه القاهرة، أصدر ثماني روايات: يوميات مدرس البنات، مكتبة مدبولي 2000، أحلام العايشة، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003، الألاضيش، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2004، مواقيت الصمت، الدار العربية بيروت ومكتبة مدبولى بالقاهرة 2007، سيرة بني صالح، دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة الإمارات 2015، أيام بغداد، دار المعارف للنشر والتوزيع بالقاهرة 2020، خالتي بهية، الهيئة المصرية العامة للكتاب يوليو 2021، البومة السوداء، سلسلة إبداعات عربية بدائرة الثقافة بالشارقة الإمارات سبتمبر 2021، وثلاث مجموعات قصصية: نشيد الخلاص، هيئة قصور الثقافة بالقاهرة 2001، أولاد الأفاعي، الكتاب الفضي، نادي القصة بالقاهرة 2004، حبل الوداد، سلسلة أصوات أدبية، الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة 2010، وكتابان في النقد الأدبي: مسرح المواجهة، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2004، يوسف الشارونى .. عمر من ورق، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2009، وصدر عنه كتابان نقديان: خليل الجيزاوي وعالمه الروائي، للناقد إبراهيم حمزة، دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة 2011، سيميولوجيا الخطاب السردي عند الروائي خليل الجيزاوي، للباحثة الجزائرية راضية شقروش، دار سندباد للنشر بالقاهرة 2014، وقد شارك الجيزاوي بالكثير من المؤتمرات الأدبية المصرية منها: ملتقى الرواية العربية بالمجلس الأعلى للثقافة عام 2015 وعام 2017، وعام 2019، ومؤتمر الرواية بنقابة اتحاد كُتّاب مصر عام 2015، ومَثّلَ مصر بالعديد من المؤتمرات العربية مثل: مهرجان العُجيلي للإبداع الروائي في مدينةِ الرِقّةِ السُوريّة 2010، مؤتمر اتحاد الأدباء العرب أبو ظبي الإمارات 2014، وملتقى الشارقة للسرد بالإمارات 2015، وملتقى الشارقة للسرد بالرباط المملكة المغربية 2018، وملتقى الشارقة للسرد بعمّان المملكة الأردنية 2019، وملتقى الشارقة للسرد بالقاهرة سبتمبر 2022، وحصل على العديد من الجوائز الأدبية مثل: جائزتي نادي القصة بالقاهرة في القصة القصيرة والرواية عام 1988، وجائزة محمود تيمور في القصة القصيرة من المجلس الأعلى للثقافة 2002، والجائزة الأولى في مسابقة إحسان عبد القدوس عن رواية أيام بغداد عام 2019، وله تحت الطبع: رواية أولاد عطية غطاس.