أدب

تحيا فلسطين

شعر: محمد أسامة| أمريكا

قلبي حزينٌ وكم ينتابه الفزعُ
يشقى من القهرِ إثر الغيِّ يُجتدَعُ

***
يمضي الزَّمان بلفح العار في أرقٍ
وكنتُ في الأمس بالأوهامِ أنخدِعُ
***
ماتت عروبتنا بالقهر واندفنت
والعينُ تجزع منها الدَّمعُ يندفِعُ

***

شاهت وجوه بني الأعراب إن رقدوا
وأهلَّ غزة ما في طرفهم هجعُ

***

وما الحياةُ إذا ضاعت كرامتنا
وظلَّ يظهر في بلداننا الصدَّعُ؟

***

وهمُ العروبة في راياتها زيفٌ
أمست سرابًا بدا في حلمها قَذَعُ

***

إنِّي أراني من الأيَّام في خجلٍ
حتى جَزِعْتُ وفي أعماقيَ الوَجَعُ

***

ماذا أقول إذا ما الله يسألني:
ماذا صنعْتُ إذا ما النَّاس قد فزعوا؟

***

وما الحياةُ وفيها العِرض مُنتهَكٌ
والحقُّ مُغتصَبٌ حزنًا ومُنصرِعُ؟

***

تحيا فلسطينُ فوق الشَّمس منزلها
تعلو الرُّؤوس إذا ما مرَّتِ الجُمَعُ

***

تحيا فِلسطين تاجُ الأرض عزُّتها
رغم الخصوم ومن في غدرهم جَشَعُ

***

تحيا فِلسطين ما يبقى بها رمقٌ
تصارِعُ الكفر إذ أنصاره اجتمعوا

***

أمست فِلسطين ضوءَ الصُّبح بهجتهُ
حِصن العُروبة فيها الدِّين يمتنِعُ

***

كلُّ البلاد بدا في رُكنها ضعفٌ
إلا فلسطين مثل الليث لا تَقَعُ

***

نِعم البلادُ ونعم الأهلُ ما وهنوا
رغم الدَّمار فليس الحقُّ ينقطِعُ

***

رغم الخراب أراهم كلَّهم صمدوا
تعلو منازلهم من حُسن ما صنعوا

***

هذي فِلسطين في أحلامها وهجٌ
يبدِّدُ الليل بالإصباح ينطبِعُ

***

بالعزِّ يمتنع الأبطالُ في شرفٍ
والنَّصرُ بالجِدِّ والإقدامِ يُنتزَعُ

***

والحقُّ آياته في الكون قد سَطَعَتْ
ما كنتُ يومًا بغير الحقِّ أنتفِعُ

***

نبضُ العروبة عند القدسِ موطِنها
يعلو سموًّا إلى الآفاق يرتفِعُ

***

لا يجهلُ المجد إلا من به سفهٌ
ومن يصدِّق زيف السِّلْمِ يُبتلع

***

ليس الخصومُ أولي بأس جنودُهمُ
إن قاتلوا هُزموا أو نابهم صَرَعُ

***

مثل القرودِ إذا ما رٌّوِعوا جَبنوا
ولَّوا فرارًا إذا ما مسَّهم فزعُ

***

لا لا وربِّي بل الرُّعْبِ نضربهم
حتى يذلوا إذا عادوا فيرتدعوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى