قراءة في قصة الأطفال: “ميمي والصبي الأحدب” للكاتبة فاطمة كيوان
بقلم: رفيقة عثمان
صدرت قصّة “ميمي والًصّبي الأحدب “للكاتبة فاطمة كيوان.دار الهدى كريم للنشر والطّباعة، كفر قرع – 2002م. وتشتمل القصّة على ثماني عشرة صفحة، من القطع المتوسّط؛ وصمّم الرّسومات الفنّان حسام الدندشي.
تناولت القصّة بعض الأهداف التربويّة الهامّة؛ لإكسابها للاطفال، منذ جيل الطّفولة، مثل: ظهور بعض ظواهر التّنمر بين الأطفال، ومعالجتها بالأساليب الصحيحة.
كما اشتملت القصّة على اهذاف تربويّة أخرى كالتعاون والعمل الجماعي بين الأطفال، والمبادرة نحو الإنجاز، والتعاطف والشّعور مع الغير، ومراعاة أوضاعه من تشوّه خلقي، والاختلاف عن الآخرين؛ وإكساب القدرة على تقبّل الآخرين مهما اختلفوا عن العاديين.
عالجت الكاتبة قضيّة التّنمر (عندما نعتت ميمي بهديّة أحمد، بأنّها محدودبة مثله)؛ ووجدت ميمي بأن أحمد انتقم منها؛ برش الألوان على شعرها، وأصبحت بصورة بشعة، وغير مقبولة؛ وذلك عن طريق الحُلم. الحلم أيقظ ضميرها، وأقنعها بالاعتذار.
إنّ تناول موضوع التّنمّر هام جدّافي حياتنا، وخاصّةً عند انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا العربي؛ لا بدّ من نشر قصص مماثلة؛ لمعاجة الموضوع من جذوره، قبل أن يتحوّل إلى عنف شديد.
في هذه القصّة، اودّ أن أُنوّه لبعض النقاط الهامّة تربويًّا، والتي أخفقت بكتبابتها الكاتبة كيوان.
بداية، إنّ اختيار العنوان “ميمي والصّبي الأحدب”، يُعتبر كنية الطّفل بالأحدب، وهذا بحدّ ذاته، بداية غير تربويّة، نظرًا لأنها تسمح للأطفال باستخدام هذه الكنية بصورة شرعيّة، لأنّها مستخدمة في القصّة؛ بالطّبع هذا يُعتبر “تنابز بالألقاب”ويُكسِب الأطفال التّصوّر المُسبق –
.preconception
النقطة الثّانية، عندما اوصفت الكاتبة، الطفلة ميمي بصفات حميدة جدّا، مثل: الذّكاء والفطنة، وذات موهب بالغناء والرّقص، محبوبة لدى الجميغ، وجميلة، الخ ، إلّا أن ما يلفت الانتباه إليه “هو دعم الوالدين لها ممّا عزّز الثقة بنفسه، ومنهحها الشعور بالغرور والتّعالي، لدرجة الاستهزاء بالآخرين وعدم مراعاتهم” في الصفحة الثّالثة. هنا يوجد هدم لدعم الوالدين، لا بدّ من نتيجة إيجابيّة لهذا الدعم، وليست نتيجة سلبية في تربية الأبناء. ربّما لو كان الغرور تقليدًا، أو تجربة ذاتية تمر بها الطّفلة، وليست ثمرة تربية داعمة للزالدين.
النقطة الثّالثة، كما ورد صفحة 14 رسالة عن طريق الصّبي أحمد ( الأحدب) مثل: “لماذا خلقني الله بهذه الصّورة؟ ما ذنبي في أنّ والدي بينهما قرابة قويّة؛ وأنّني وُلدت نتيجة أحد الأمراض الوراثيّة، الّتي تنتقل للأبناء عبر الأجيال” ” ولم لم يخضع والداي للتحاليل الطبيّة قبل الزّواج؛ لتفادي ولادة أولاد مختلفين؟”. في هذا النص يبدو لي بأنّه ليس مناسبًا بتاتًا بأن يصدرعن صوت الطفل نفسه، وهذا القول لا يُعتبر تربويًّا، بإقحام الأطفال في شؤون الآباء، وتأنيب الأهل على نتيجة ولادة لأطفال مشوّهين خلقيًّا، أو ذوي احتياجات خاصّة ربّما تصلُح هذه العبارات نصيحة للأزواج، ضمن حلقات خاصّة، يُشرف عليها أخصّائيّون؛ لإرشادهم الصحيح في هذا المجال، دون إقحام الأطفال، وجلد ذاتهم وتأنيب آبائهم.
كان بالحري من الكاتبة، أن تكسب قيمة تقبّل الذّات قبل تقبّل الآخرين، وإكساب الشّعور بالرّضى والقناعة، على ما خلقه الله سبحانه وتعالى.
ورد تشجيع أحد الأصدقاء بمواساة أحمد المُكنّى بالأحدب، عندما قال له: “يكفيك فخرًا بأنّ الله منحك الذّكاء، والمعرفة، والمُخ، الذّاكرة الحادّة والقويّة، وحب الآخرين” صفحة 17 وما إلى ذلك؛ هنا قام الطفل المساند بدلا من دور المُعلّمة المُغيّبة، والّتي من الواجب ظهوهرها، وإبراز الصّفات الإيجابيّة عند الطّفل أحمد، أمام الأطفال الآخرين؛ سيكون له تأثير كبير في نفوس الأطفال.
تحلّت اللّغة بلغة فصحى صحيحة وسلسة، تكاد تخلو من اللّهجة العاميّة.
التصميم الفنّي للقصّة، يبدو الخط صقيرً مقارنة مع الرّسومات، الّتي تبدو كبيرة وواضحة.
خلاصة القول: الاهتمام بكتابة حول التنمّر والعنف بكافّة أشكاله، هام جدّا؛ ويُشترط معالجته بحكمة وذكاء، تبعًا للنظريّات التربويّة المسموح بها.
هنيئا للكاتبة كيوان، مع أمنياتي بالمزيد من العطاء والإبداع.
تمّت بحمد الله