طوق النجاة

سجى مشعل | فلسطين المحتلة

ما زلتُ أخاف الله، وحينما أستلقي على سريري ويُواجه وجهي السّقف أُُحدّثه عمّا جرى طيلة النّهار، كنت أستشعر تلك الحرارة الدّافئة من صوب السّماء نحوي جوارَ شعوري، فتصيرَ اللّيلة خافتة القلق، وتُشرَّع نوافذُ الرّاحة، كنت أعرف بأنّ ضميري الّذي يُمحل قبضاته حول عنقي ليخنقني لم يكن عدا صدىً يُردَّد طيلة الوقت ليخبرني بألّا أستريح، ومثل فم جائع يكون قلبي، يلتقم القلق والتّوجّس على طبق من فضّة، بلا عناء أو كلل.

ليلة واحدة كانت قادرة على اقتطاع أجزاء كبيرة من الذّاكرة والدّهشة، ومثلما يبكي عصفور جائع ويظنّه العالم يُغرّد يكون صوتي الرّاكن أسفل وسادتين، يظنّه الأنام مُستريحًا وهو لا يعرف النّوم.

كانت هناك علامة فارقة بين ما نراه وما نكون عليه، وهناك شعرة واحدة بين الألم واستشعار تقشّفه داخل انحناءات الفؤاد، ساعة تقدّمت أو تأخّرت بالتّأكيد تكون قد بلّلت مواطن اللّهفة، لحظة ندم واحدة عبرت خلالنا وعبرنا خلالها إلى أنفسنا، فكنتُ ذلك الشّخص الباحث عن أطواق النّجاة في كلّ مرّة، ذلك الغريق العالق في كومة ذاكرة، فكنتُ أتسلّق صوتي باحثًا عن طوق نجاة منهم وطوق نجاة منّي، فَمَن قال إنّ الصّمت هلاك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى