مظاهر الحياة السياسية في عصر الدولة العباسية (132-656 هـ/ 750- 1258م)
كتاب للدكتور إبراهيم عبدالمنعم سلامة أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية
قراءة : د.محمود رمضان
مدير مركز الخليج للبحوث والدراسات التاريخية – خبير الآثار والعمارة الإسلامية
في رحلة تاريخية منهجية متخصصة قدم سعادة الأستاذ الدكتور/ إبراهيم عبد المنعم سلامة أبو العلا، أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية للمكتبة العربية والمجتمع الاكاديمي كتاباً مهماً جداً من حيث الموضوع والفكرة، وجاء عنوانه : مظاهر الحياة السياسية في عصر الدولة العباسية (132-656 هـ/ 750- 1258م)، صدر عن دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية (2017م).
يأخذ المؤرِّخ أ.د.إبراهيم عبدالمنعم سلامة أبو العلا بمهارة الكاتب وموضوعية المؤرِّخ المدقق الذي يعزف على سيمفونية السرد التاريخي المشوق مما يستهوي القاريء فيذهب مع تفاصيل تلك الحضارة عبر بوابة الزمن في مسيرة تاريخية مهمة في العصر الإسلامي والحضارة الإسلامية بصفة عامة؛ فيجول بينا المؤلف بين مفردات الأحداث التاريخية المختلفة والتاريخ السياسي للدولة العباسية منذ بدايتها وما صاحب ذلك من تحليل فلسفي تاريخي رصّين من قبل د.أبو العلا حيث طرح فكرة الدعوة العباسية ومغزاها السياسي والفكري والديني الشيعي في مهدها كثورة شاملة ضد الحكم الأموي الشيعي أيضاً، فلما نجحت في تحقيق أهدافها وتأسست الدولة العباسية تحولت تلك الدعوة إلى خلافة سنية.
من هنا يكشف المؤلف في هذا الكتاب عن خصائص العصر العباسي الأول وأثره في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الخلافة الإسلامية، والتطور السياسي للدولة العباسية في مراحل القوة والازدهار وكذلك مراحل التدهور والضعف في العصر العباسي الثاني وإلقاء الضوء على ظهور الدول المستقلة عن الخلافة العباسية في المغرب والمشرق أيضاً.
هذا والمؤلف د. أبو العلا مؤرِّخ فنان بدرجة إنسان يتميز بمدرسته الواعية ذات المنهج التاريخي العلمي السليم الذي يتسم بالهدوء والموضوعية في دراسة المجريات والأحداث التاريخية والسياسية، وذلك من خلال الحنكة البارزة في القراءة المنطقية والتحليل الفلسفي الشامل لروافد المعرفة والتاريخ مع التركيز على تناول المصادر الأصلية والدراسات التاريخية والجغرافية والوثائق والاستدلالات الأثرية والعلوم الاجتماعية والدراسات المقارنة لإجلاء الحقائق التاريخية الفاصلة في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية أيضاً.
جاء في مقدمة الكتاب بخط المؤلف الأستاذ الدكتور/ إبراهيم عبدالمنعم سلامة أبو العلا ما نصه: بدأت الدعوة العباسية كدعوة شيعية، وكانت ثورة شاملة ضد الحكم الأموي، فلما نجحت في تحقيق أهدافها وتأسست الدولة العباسية، تحولت تلك الدعوة إلى خلافة سنية، وأصبح العصر العباسي الأول تطبيقاً لمبادئها. ولقد تركت الثورة العباسية أثراً عميقاً في مختلف المناحي السياسية والاجتماعية والثقافية، ففتحت أمام المسلمين من غير العرب باب الظهور والتفوق في تلك المجالات جميعاً.
وكان العصر العباسي الأول عصر القوة والازدهار، ولذلك يعتبره الكثير من المؤرخين الرمز الحقيقي للتاريخ العباسي.وقد برزت القوميات الإسلامية بقوة المساواة منذ العصر العباسي الثاني، واستجابت الخلافة العباسية للمصالح الإقليمية في مرونة سياسية كبيرة، وتخلت عن نظام الحكم المركزي، وأفسحت المجال لسيادة النظام الذاتي، ولذلك لم تعد نظرة المؤرخ تتجه إلى أشخاص الخلفاء العباسيين أنفسهم، إنما اتسعت الرؤية لتشمل العالم الإسلامي ككل، والشعوب الإسلامية كجماعات تسعى إلى تنمية شخصياتها ومصالحها، فحققت بعض تلك الشعوب لنفسها مجداً كبيراً، وأعطت للعالم الإسلامي والحضارة الإسلامية حيوية دافقة، وكان هذا التمدد على حساب مركز الخلفاء العباسيين والخلافة العباسية نفسها.
ولم تظهر هيبة مؤسسة الخلافة ولا سلطة الدولة العباسية ونفوذها بعد العصر العباسي الأول، وإنما كانت الكلمة العليا في بقية العصور العباسية بأيدي الأمراء المتسلطين من قادة عسكريين ترك أو ملوك بويهيين أو سلاطين سلاجقة. وقد اصطبغت الدولة العباسية بطابع الشعوب التي استندت عليها، كالفرس والترك، فكانت دولة أعجمية، وإن كان هذا لا ينفي عروبتها المستمدة من اللغة العربية التي أودعت فيها سر قوة التوحيد بين الشعوب الإسلامية.
ورغم أن بعض الخلفاء العباسيين قد حقق نجاحاً ملموساً في استعادة نفوذ الخلافة والدولة، فانتعشت الدولة لفترة قصيرة فيما يعرف بعصر الصحوة العباسية، ثم عادت بعدها إلى التدهور فالسقوط على أيدي المغول. ولعل هذا ما دعا عبد العزيز الدوري إلى اعتبار عهد الخليفة المأمون (١٩٨- ٢١٨هـ/ ٨١٤- ٨٣٣م) نهاية العصر العباسي الأول سياسياً؛ فقد كان حكمه نهاية فترة النفوذ الإداري والسياسي للفرس، وقد خلفتها فترة تفوق العنصر التركي، ثم أن نقل العاصمة إلى سامراء زمن الخليفة المعتصم ( ٢٢١هـ / ٨٣٦م)، كان رمزاً لسياسية جديدة، وخرقاً للتقاليد العباسية التي كانت ترى في بغداد معقل سلطان العباسيين).
ولقد قسم كل من حسن أحمد محمود وأحمد إبراهيم الشريف الدولة العباسية إلى عصرين رئيسسين، هما: العصر العباسي الأول، والثاني، وقد ألحق أحمد إبراهيم الشريف عصري نفوذ البويهين والسلاجقة بالعصر العباسي الثاني.وميز بين عصري الدولة العباسية الأول والثاني، بشيوع نظام الحكم المركزي في العصر العباسي الأول، وظهور الأمم الإسلامية غير العربية وفرض نفوذها في العصر العباسي الثاني، فيما يعرف بنظام الحكم الذاتي (اللامركزي)، وظهور الدول المستقلة والمتغلبين في المغرب والمشرق.
غير أن الشريف عاد وأقر بأن عصر الدولة البويهية كان أحد عصور الدولة العباسية، إشارة منه إلى أنه يمثل عصراً عباسياً ثالثاً، وليس قسماً من العصر العباسي الثاني، وينطبق الشئ نفسه على العصر السلجوقي؛ فقد كان له ما يميزه ويجعل منه عصراً جديداً من عصور الدولة العباسية هو العصر العباسي الرابع؛ فرغم التشابه الكبير بين العصرين البويهي والسلجوقي، إلا أن العصر السلجوقي امتاز باتساع آمال الخلافة العباسية باستعادة السيطرة على المغرب من أيدي الفاطميين بقوة السلاجقة، واتسعت آمال السلاجقة أنفسهم بامتداد نفوذهم من بلاد ما وراء النهر إلى حدود مصر الغربية).
هذا وأورد المؤرِّخ الأستاذ الدكتور/ إبراهيم عبدالمنعم سلامة أبو العلا دراسة تفصلية تاريخية دقيقة عن مضمون هذا الكتاب جاء فيها ما يلي:- ويلقي هذا الكتاب الضوء على بعض مظاهر الحياة السياسية في عصر الدولة العباسية(١٣٢ – ٦٥٦هـ / ٧٥٠- ١٢٥٨م)، ويعرض لفترت القوة والازدهار، ويعرض أيضاً لأزمنة الانحلال والضعف، والعوامل التي أدت إلى ذلك.
ولقد أدرته على سبعة فصول تسبقها دراسة تمهيدية. وقد خصصت الدراسة التمهيدية لعرض وتحليل أهم المصادر المكتوبة لدراسة تاريخ الدولة العباسية.
وكان عنوان الفصل الأول دعوة العباسيين وقيام دولتهم، فأشرت إلى أحوال العراق وخراسان في أواخر عصر الدولة الأموية كبيئات اكتوت بسوء معاملة الأمويين، وتذمر أهلها وسعيهم في إسقاط دولتهم، وأشرت أيضاً إلى عوامل سقوط تلك الدولة، ووقفت أمام جذور الإدعاء العباسي بالخلافة، ثم تحدثت عن الدعوة العباسية وتنظيماتها السرية وشعاراتها، وتحدثت أيضاً عن تحول تلك الدعوة إلى ثورة مسلحة مظفرة سنة ١٢٩هـ، ونجاحها في إسقاط الدولة الأموية، وإعلانها قيام الدولة العباسية في سنة ١٣٢هـ/ ٧٥٠م.
وجاء الفصل الثاني بعنوان العصر العباسي الأول)عصر الخلفاء العظام والنفوذ الفارسي الأول( ١٣٢- ٢٣٢هـ / ٧٥٠- ٨٤٧م). فبدأت بالحديث عن ملامح خلافة أبي العباس السفاح (١٣٢-١٣٦هـ / ٧٤٩- ٧٥٤م)، ثم خلافة أبي جعفر المنصور مؤسس الدولة الجديدة (١٣٦- ١٥٨هـ / ٧٥٤-٧٧٥م)، وولاية المهدي، وهى تمثل عصر استقرار الدولة ورخائها(١٥٨- ١٦٩هـ / ٧٧٥- ٧٨٥م)، وانتقلت بعد ذلك للحديث عن خلافة الهادي (١٦٩- ١٧٠هـ / ٧٨٥- ٧٨٦م )، وولاية هارون الرشيد، وكانت بمثابة العصر الذهبي للخلافة (١٧٠- ١٩٣هـ / ٧٨٦- ٨٠٨م)، وتوقفت عند خلافة الأمين والصراع مع المأمون (١٩٣- ١٩٨هـ / ٨٠٩- ٨١٣م)، وأشرت إلى خلافة المأمون واستعادة النفوذ الفارسي (١٩٨- ٢١٨هـ/ ٨١٤- ٨٣٣م )، وخلافة المعتصم باالله وظهور نفوذ الأتراك (٢١٨- ٢٢٧هـ / ٨٣٣- ٨٤٢م)، وختمت الفصل بذكر ملامح من خلافة الواثق بالله (٢٢٧- ٢٣٢هـ / ٨٤٢- ٨٤٧م).
وجاء الفصل الثالث مكملاً للفصل الثاني، فقد خصصته للحديث عن مسألة خلق القرآن بين الدين والسياسة زمن الخلفاء المعتزلة المأمون، والمعتصم، والواثق (٢١٨-
٢٣٢هـ / ٨٣٣- ٨٤٧م). وحاولت الكشف الجاد والموضوعي عن محنة خلق القرآن وكيف أثرت على العطاء العلمي لشيوخ العراق المضارين منها في ضوء مصادر أندلسية ومشرقية جديدة، وتحايل بعض هؤلاء الشيوخ، خاصة الإمام أحمد بن حنبل، على العطاء رغم المحنة.
وكان الفصل الرابع بعنوان العصر العباسي الثاني) عصر النفوذ التركي الأول ا٢٣- ٣٣٤هـ / ٨٤٧- ٩٤٥م)، فبدأت الحديث عن خلافة المتوكل على الله ونهاية عصر الازدهار (٢٣٢- ٢٤٧هـ / ٨٤٧- ٨٦١م)، وتحدثت أيضا عن خلافة المنتصر بالله ومستهل حقبة الفوضى العسكرية ( ٢٤٧-٢٤٨هـ / ٨٦١-٨٦٢م)، وخلافة المستعين بالله وتنازع الأتراك على السلطة (٢٤٨- ٢٥٢هـ/ ٨٦٢-٨٦٩م)، وخلافة المعتز بالله (٢٥٢- ٢٥٥هـ/ ٦ ٦ -٨٦٩م)، وأشرت إلى خلافة المُهتدي بالله ومحاولة جدية للإصلاح( ٢٥٥- ٢٥٦هـ/ ٨٦٩-٨٧٠م)، وخلافة المُعتمد على الله والانتعاش المؤقت (٢٥٦-/ ٨٧٠-٨٩٢م)، وخلافة المعتضد بالله ونفوذ القرامطة (٢٧٩- ٢٨٩هـ / ٨٩٢-٩٠٢م)، وخلافة المكتفي بالله (٢٨٩- ٢٩٥هـ/ ٩٠٢-٩٠٨م)، وتحدثت أيضاً عن فترة ضعف جديدة للخلافة العباسية، وتشكل خلافة كل من المقتدر بالله (٢٩٥-٣٢٠هـ / ٩٠٨-٩٣٢م )، والقاهر بالله ( ٣٢٠-٣٢٢هـ/ ٩٣٢- ٩٣٤م)، والراضي بالله وعصر إمرة الأمراء (٣٢٢-٣٢٩هـ / ٩٣٤- ٩٤٠م)، وأشرت أيضاً إلى خلافة المتقي لله وفراره من عاصمة ملكه (٣٢٩ -٣٣٣هـ/٩٤٠-٩٤٤م)، وختمت الفضل بالإشارة إلى ولاية المستكفي بالله وبهدلة الخلافة (٣٣٣- ٣٣٤هـ/ ٩٤٤-٩٤٦م)، وبعد إفاضتي في الحديث عن نفوذ الأتراك في العصر العباسي الثاني.
أفردت الفصل الخامس للحديث عن الدويلات المشرقية المستقلة عن الخلافة العباسية في عصرها الثاني، فأشرت إلى الدولة الطاهرية المستقلة استقلالاً ذاتياً بخراسان، والدولة الصفارية في سجستان وتقلب علاقتها بالخلافة العباسية بين الولاء والعصيان، والدولة الزيدية بطبرستان، والدولة السامانية في بلاد ما وراء النهر، والدولة الزيارية ببلاد الديلم.
وجاء الفصل السادس بعنوان العصر العباسي الثالث (عصر النفوذ الفارسي الثاني) (٣٣٤- ٤٤٧هـ / ٩٤٥- ١٠٥٥م). فتناولت تاريخ دولة بني بويه الديلم، فتحدثت عن أوليتهم وارتفاع مكانتهم، وأردفت ذلك بالحديث عن امتداد نفوذهم إلى العراق وعلاقتهم الودية بالخلافة العباسية، واستنجاد الخليفة المطيع لله بمعز الدولة بن بويه (٣٣٤- ٣٦٣هـ/ ٩٤٦-٩٧٤م)، وخلافة الطائع لله وعضد الدولة البويهي (٣٦٣-٣٨١هـ / ٩٧٤-٩٩١م)، وخلافة القادر بالله ومناوأة النفوذ البويهي (٣٨١-٤٢٢هـ/ ٩٩١-١٠٣١م)، وخلافة القائم بأمر الله والبويهيون الأواخر (٤٢٢-٤٤٧هـ/ ١٠٣١- ١٠٥٥م)، وختمت الفصل بالإشارة إلى الإمارات المستقلة عن الدولة البويهية، ومنها: إمارة بني شاهين في البطائح جنوب العراق، والدولة الغزنوية في غزنة.
وفي دراسة مطولة استوفيت في الفصل السابع العصر العباسي الرابع (عصر النفوذ التركي الثاني) (٤٤٧- ٦٥٦هـ / ١٠٥٥- ١٢٥٨م). فبدأت الحديث عن دولة السلاجقة بالعراق، فأشرت إلى ظهور العنصر السلجوقي وارتفاع مكانتهم في عهد طغرلبك مؤسس دولتهم، ثم تحدثت عن السلاجقة بالعراق وعلاقتهم الودية بالخلافة العباسية، فأشرت إلى استنجاد الخليفة القائم بأمر الله بطغرلبك (٤٤٧-٤٥٥هـ/ ١٠٥٥-١٠٦٣م)، والعلاقة الودية بين الخليفة القائم بأمر الله والسلطان ألب أرسلان (٤٥٥- ٤٦٥هـ/ ١٠٦٣-١٠٧٢م)، واستمرار العلاقة الودية بين الخليفة المقتدي بأمر الله والسلطان ملكشاه(٤٦٧-٤٨٧ هـ/ ١٠٧٥-١٠٩٤م)، والمستظهر وأبناء السلطان ملكشاه(٤٨٧ -٥١٢ هـ /١٠٩٤-١١١٨م)، وتوقفت عند صحوة الخلافة العباسية ومقاومتها لنفوذ السلاطين السلاجقة في عهود كل من الخليفة المسترشد (٥١٢- ٥٢٩ هـ/ ١١١٨-١١٣٥م)، والخليفة الراشد بالله (٥٢٩-٥٣٠هـ / ١١٣٥-١١٣٦م)، والخليفة المقتفي لأمر الله (٥٣٠- ٥٥٥هـ/ ١١٣٦-١١٦٠م )، وألقيت الضوء أيضاً على ضعف الخلافة العباسية وعلاقتها بالسلاطين السلاجقة الأواخر زمن الخليفة المستنجد بالله (٥٥٥-٥٦٦هـ/ ١١٦٠-١١٧١م)، والخليفة المستضئ بأمر الله (٥٦٦-٥٧٥هـ/ ١١٧١-١١٨٠م )، وتوقفت أمام الصحوة الأخيرة للخلافة العباسية زمن الخليفة الناصر لدين الله (٥٧٥- ٦٢٢هـ/ ١١٨٠- ١٢٢٥م ). وختمت الفصل بالحديث عن الخطر المغولي وانهيار الخلافة العباسية في عهود الخلفاء الظاهر (٦٢٢- ٦٢٣هـ / ١٢٢٥-١٢٢٦م)، والمستنصر بالله (٦٢٣-٦٤٠هـ / ١٢٢٦-١٢٤٢م )، ثم سقوط بغداد زمن الخليفة المستعصم بالله (٦٤٠-٦٥٦هـ / ١٢٤٢-١٢٥٨م).
وختاماً: أتوجه بعظيم شكري وتقديري وامتناني إلى جيل الرواد الذين تخصصوا في دراسة العصر العباسي، فقد كانت مصنفاتهم القيمة خير عون لي في إخراج هذا الكتاب. وأشكر أيضاً الأستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي أطال االله في عمره، فقد زاملته بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية جامعة السلطان قابوس مدة طويلة، وأهداني جُل مؤلفاته، وهى دراسات علمية رصينة مُهمة في مجالها، فتتلمذت عليها، فكانت أساساً في إعداد الكتاب. والشكر موصول لأستاذتي العالمة الجليلة الأستاذة الدكتورة نبيلة حسن محمد، فقد درست على يديها تاريخ الدولة العباسية في مرحلة الليسانس، وتعلمت منها – وما زلت – الدقة في قراءة المصادر وتحليلها تحليلاً علمياً، فجزاها عني خير الجزاء. وأقول إن التوفيق للصواب من المولى عز وجل، وبه تعالى أستعين، واسأله أن يجعل هذا الكتاب قربة خالصة لوجهه الكريم،وصلى االله على رسوله الكريم وآله وسلم كثيراً.
^^^
*تبسيط الثقافات والمعارف والتاريخ والحضارة والآثار والفنون والعلوم الإنسانية وروافدها واتاحتها للمجتمعات البشرية في هذا الكون- المعرفة ليست حكراً على أحد) (الثقافة حق للجميع -لا حَجْرَ على فِكْر).