د.محمد الواضح-الجامعةالمستنصرية
في البد وقبل أن نتداعى لحدث طنجة، لابدّ من اعتراف!..إننا مهملون متقاعسون كسالى في دعم البارقة الثقافية التأصيلية بغض النظر عن الـ(كيف) والـ(لماذا)؟؛ لذلك تجدنا نجيد ردات الفعل أكثر من الفعل نفسه!! لكن هذا ليس تبريرا لكي نقف متفرجين على ميلاد ثقافي تأصيلي يراد له أبوَّةٌ غير عراقية!!
للتاريخ:
في مناسبة ثقافية سبق أن ناقشناها في منتدى فيض للثقافة والفكر في سنة ٢٠٢١ ندوة حملت عنوانا(المشروع الثقافي البديل ..سؤال في الأين العراقي) ضيفنا فيها صاحب هذا المشروع الريادي النبيل الأستاذ (جمال جاسم أمين)، متحدثا عن مشروعهِ، حلمهِ التغييري لواقع الثقافة العراقية؛ الثقافة بوصفها أمًّا حاضنة لكل المجالات والخطابات الحاملة لأنساقها المختلفة سياسيا دينيا اجتماعيا اقتصاديا…، الثقافة بوصفها الأداة النقدية التي تفكر وتشخص وتعالج للمشكلات، لاسيما في العراق البلد الذي يشيح ببصره عن الثقافة وفواعلها المؤثرة؛ فلا عجب أن تجدها مجرد حقيبة تتذيل في قائمة الحقائب الوزارية؛ لتُبدّل وظيفتها من حقيبة تصنع الفارق والوجود في الدول المتقدمة، الى ثقافة تتوسل التنمية والدعم؛ لترهنها السياسة صفقةً للممالآت والتوافقات والترضية. لذا لا عجب ان تجد -رياداتنـا نـهْبـًا-
طنجة ومشروعها المستنسخ (أسئلة في الحقّانية):
وفي سؤال الموضوعية البدهي للآخر المدعي(سبقا): هل تجهل طنجة أبوَّة هذا المشروع وأصالته؟ لتشرع بمشروعها فتحا جديدا كأنْ لم يُغنَ بالأمس!! لماذا لم تستدع طرفا عراقيا رمزيا في ندوتها، وإعلانها الذي تريد أن تسجل فيه شهادة ميلاد(وربما وفاة)
في مسقط رأس غير رأسها؟!!
هل نحن نعيش في زمن عتمة المجاهيل واللاتواصل ام في زمن التلاصّ الثقافي؛ لكي تخطف أضواؤنا على حين غرة؟ هل يمكن أن تخضع الثقافة للاستلاب؟ أي مشروع يراد له الولادة والتأثير والتغيير وهو يقوم على أساس التجاهل والتعامي أم ترانا في كابر عن مقولة (ما ترك الأول للآخر شيئا)؟ طنجة ومشروع ولد مجهضا مشوها ميتا، فوق هذا الموات العربي السكوني الذي اصدر شهادته الحاضرون (لاسيما أدونيس) في ندوة طنجة !!!! لكن التاريخ سيبقى هو الشاهد والفيصل الذي لايعرف التباسا أو تضييعا للحقوق، فدونكم تاريخ مقالة الاستاذ جمال امين (مفهوم المشروع الثقافي البديل وتفكيك فكرة المؤسسة) المنشور في مجلة الأديب سنة ٢٠٠٥ وما تلا هذا التاريخ من تطورات لاحقة سجلها (أمين) في مؤلفاته.
سلوا (مقهى سقراط) و(أنظمة الاستبداد)، و(محنة الأقدام الكاذبة) و(الأزمة المفتوحة “مفهمة الدولة”) سلوها لماذا (الحرب تكره الجسور) في العراق؟، العراق تحديدا دون غيره!! أنثروا تلكم الأسئلة في دوحة العراق – مبتدأ الحرف ومبتدأ المحنة معا -، ستجدون إجابة وسببا لهذا الاستلاب الثقافي المفرط في مشاريعنا الثقافية.
هذه النفثات صوت عراقي حر ودعوة مسؤولة، على وزارة الثقافة ألاتفرط بهذا المشروع العراقي الموثق وتضع الأمور في موازينها.
أخيرا نقول: ماهكذا تؤكل -ياطنجة- الكتف!
