أموت مثلك
مصطفى مراد | العراق
-1-
أَصواتُهُم هَرَبَت هَلْ مَسَّهَا الجَفَلُ
كَانَت بِلَحظَةِ مَا حَلّوا وَمَا ارتَحَلوا
إلّا – وَلَاهِبَةُ الأنفَاسِ فِي رِئَتي
تَكَادُ تَحرِقُ شَيئَاً إسمُهُ الأمَلُ
أليَأسُ طَوَّقَهُ مِن كُلِّ نَاحِيَةٍ
وَاثخَنَتهُ سِهَامٌ مَالَهَا بَدَلُ
أَموتُ مِثلُكَ مَكفِيَّاً وَيَخذِلُني
أَلاقرَبونَ وَصَحبُ الرُّوحِ وَالأَهَلُ
مِن ثَمَّ يَبكُونَ عَلَّ الدَمعَ يَغسِلُهُم
بَعدَ الفَوَاتِ يُعَابُ الدَمعُ وَاغتَسَلوا
عَلى النَقِيضِ – وَألزَمنَاهُ طَائِرَهُ
فَالشؤمُ وَالسَعدُ وَالسُلوانُ وَالمَلَلُ
بَقِيَّةٌ مِن بَقَايَا مَا نَنُوءُ بِهِ
إجَابَةٌ نَدَّعِيهَا عِندَمَا سَألوا
يُشَيِّعونَ عَلى الأكتَافِ صَاحِبَهُم
فِي زَحمَةٍ مِن ظَلَامٍ ضَمَّهُ كَلَلُ
وَيَرجِعونَ عَلى الخُذلانِ أرجُلُهُم
تَخُطُّ ، مُتَّسَعَاً مِن حُزنِهِم حَمَلوا
لِلذِكرِياتِ وَبَعضُ الأُغنياتِ هُنَا
تُسَوِّرُ العَينَ إذ يُمسي بِهَا الخَضَلُ
-2-
وَدَاعَاً صَاحِبِي …
إلى أبَدٍ بِلَا نَكَدٍ تَرُوْحُ
يَقِيْنَاً أنَّ مِثْلَكَ يَسْتَرِيْحُ
فَفِي حُرِّيَّةِ الأروَاحِ عِتْقٌ
يُحَيِّرُنَا وَتَجْهَلُهُ الشُرُوْحُ
“أَلَمْ تَرَ” كَمْ مَضَى مِنْهَا عَلَيْنَا
وَنَائِحُهَا بِغَيْبَتِنَا يَصِيْحُ
وَدَاعَاً صَاحِبِي وَالعُمْرُ رَأسٌ
بِسَيْفِ – الهَمِّ – يَوْمَاً مَا يَطِيْحُ