مقال

الوالدية ليست المال والطعام بل مراقبة التغيرات بتوازن نسبي مع الذكاء الاصطناعي

المراهقة والذكاء الاصطناعي والمراقبة الوالدية

د. نجاة صادق الجشعمي | العراق – مصر
ربما يتسائل من يقرأ هذا المقال..لماذا تكتب الكاتبه هذا الموضوع الآن؟
إن المجاهدة والمكابدة والصدق والتصديق كلها مظاهر في طلب الحق والوصول إلى ماتبغي وتحب إذا ما أسس في النور يشرق في النهاية كما يقال…وإن كنت ذا علم وحال وهمة جوادك سباق يصح له الوصل..
أي غن من صحت بدايته صلحت نهايته..يجب على الأهل العناية بالبذرة ومراعاتها منذ الخليقة لأن الأساس والتأسيس مهم جدا إن تركته تأثر بما حوله.. ازرع حب الله في داخله كي ينشئ وهو مشبع بالحب لله شاكرا نعمه مفرق بين الحق والباطل الحلال والحرام وتشرق الأنوار من قلبه تتدفق لمن حوله فيكون قائما بالله متوكلا بسم الله متصفا بأسماء الله مدركا معاني مايفعل هنا سوف تطمئن أنت وهي وما أجمل واحلى القلوب المطمئنة حتى إذا رأيتما تقصيرا من الأبناء أيقنتم وأدركتم ذلك فأصلحتم السلوك بحكمة وروية..
أما بعد .فإن البدايات مجلاة النهايات
قد تصلك رسالة تأكيد على سؤالك لكن للأسف لم يتم الإرسال الطاقي للعقل ليتقبل الموضوع..تعالوا بنا معا نحلق ونغوص في أعماق الكلمات التي قد أوفق بإذن الله تعالى أن أستطيع إيصال ما أفكر به وأتمنى من الوالدين التعاون بصورة خاصة والأسرة بصورة عامة حماية أولادنا وبناتنا من الشيطان المستوطن معنا والذي بات أخطر من إبليس وجحافله… بعد التوكل على الله وبركاته سأتكلم عن المراهقة والشباب والتغيرات الفسيولوجية والجسمانية وتأثير المناخ والأسرة والفكر الثقافي والإسلامي والصراع الداخلي لدى هذه الفئة الشبابية التي على وشك النضوج في جميع جوانب الشخصية لهذه الفئة الشبابية..للاستدلال على النضوج لكن لو علم الآباء والأمهات مابداخل هؤلاء الشباب من مواجهة للتغيرات المضطربة الداخلية الهائلة المختلة أعانهم الله فينتج منها تصرفات عفوية كالقلق والاكتئاب النوم فقدان تقدير الذات وعدم الرغبة بالخروج والمشاركة في الحديث وعدم القدرة على الاندماج مع الآخرين بالإضافة إلى الخوف والنقد المستمر من الأهل دون علمهم بمحنة هؤلاء الشباب وما يعانون من مجاهدة ومحنة واحتراق وصراعات بين شخصيتين الطفوله المرحة والمتعة واللعب والمراهقة والتغيرات ورفضهم لهذا التغير ليتعدى ويصل ويكتمل بناء شخصية جديدة متوازنة سوية وهي مرحلة النضوج الفكري وبما أن العقل هو مركز النضوج إذا معرض للوساوس الشيطانية هنا يظهر البناء الروحي والروحانية التي بذرت في البدايات وسقيناها بحب الله والطريق السالك إلى الله أي طريق النور الإلهي وهذا بالذكر والعبادات ومنها المداومة على الصلاة والصيام وكلما زادت العبادات والتفقه بها تكون أيها الأب وأيتها الأم قد وصلتِ إلى الشفاء وبناء شخصية ابنك أو ابنتك شخصية سوية صحيحة ناضجة خاصة ونحن الآن في معارك شرسة من قبل الذكاء الاصطناعي والانترنت وما يُبث على منصات التواصل الاجتماعي من صور والفيديوهات ضمن برامج مبرمجة لتشجيع الانحراف السلوكي فكريا واجتماعيا وثقافيا تحت مسميات كثيرة منها المثلية والجندر والحرية وووو…إلخ لذلك يجب على الوالدية المراقبة عن بعد وأيضا عن قرب وذلك بهدف المحافظة والحماية دون أن أزعزع الثقة بالنفس لدى الأولاد والبنات أكون الأقرب لهم: أفهم، أتكلم معهم، أُبرمج استخدام الأجهزة الالكترونية مع أخذ الباسورد والرقم السري ويكون مشتركا وفق تطبيق يجعل الأب أو الأم أو أي فرد بالعائلة يشرف وله الحق الاطلاع على المحادثات البرامج التي يستخدمها الأبناء إضافة إلى ذلك أشاركهم في أفكارهم وماذا يرغبون، امنحِ الأمان إلى ابنتك وابنك. هنا أيضا يجب بل الواجب يحتم عليك أيها الأب وأيتها الأم إشباع رغبات أبنائكم فالبنت أو الولد لايُشبع عاطفته إلا أباه وأمه فكلمات الحب والسعادة والفرح والبهجة والابتسامة تدخل النور والسرور على أرواحهم فرسولنا الكريم قدوتنا كان يقبل فاطمة الزهراء عليها السلام وأوصانا إذا كبر الولد اعتبره صديقك والبنت أيضا فحين تسألك بنتك مثلا ماما مامعنى المراهقة؟
أجيبيها لاتنهريها بكلمة تبتعد عنك وتذهب إلى شخص آخر لاتعرفين ماذا يقول لها..اشرحي لها بوعي ثقافي علمي بسيط دون تعقيد كي تكون ملمة بما يجرى لها من نمو جسمي ونفسي وانفعالي وعقلي وديني وخلقي..واعلمي أن الطفلة أو الطفل المدلل قد كبر ونضج…فهل تعلمين عزيزتي الأم أن المراهقة أخطر المراحل التي تمر بها الفتاة ضمن مراحل حياتها المختلفة ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان عموما من الطفوله إلى الرشد في جميع مظاهر التغيرات والصراعات المتعددة سواء داخلية أو خارجية وأخيرا اهتمي عزيزتي الأم بطفلتك أمس والآنسة اليوم وبعد اليوم ولاتنسي وتذكري أن المراهقة قنبلة موقوته يمكن أن تنفجر في أية لحظة وقد تكون مرحلة عادية جدا فيما إذا كنا أخذنا الاستعداد والاهتمام المبرمج الهادئ فلا تتجاهلي ماتطلب منك أو تسالك ولا تتضايقي من تصرفاتها لأنها لاتقصد إزعاجك أو إثارتك بل هي تغيرات داخلية وخارجية وأخيرا وفقكم الله ويسر لكم أموركم في تربية أولادكم هم ثمرات حياتكم وجيل المستقبل
إن السعادة الحقيقية هي السعادة الأبدية في مستقر رحمته وصحبة نبيه ومجاورة صحابته الكرام..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى