القدس تنتحب
شعر: محمد إبراهيم الفلاح | مصر
مَـزَّعَتني الكلابُ مِنْ أجْنابي
فحياتي الرُّهابُ مِلْءُ إهابي
***
النُّهى لَهْفة ٌ، وبعضُ انكسارِ الرّ
رُوحِ قـَهرٌ وحُرقَة ٌ لاستلابي
***
ونِداءانِ مِن أنينٍ يَمــورا
نِ، فهذا المَدى شَجَا لاغْتِصابي
***
والفِدا مَنسَكٌ لِـُطـهــرِ ثَراها
وثَراها الغرامُ للأصْلابِ
***
أنطَـقَـتني مُصيبة ُ الغَدرِ، فارْتَعْــ
تُ، وَللغَدرِ أخذة ٌ كحِرابِ
***
واستوتْ لي مَجازرُ النَّفي، نأيٌ
سَرمَدِيٌّ، وَغُربة ٌ كعُبابِ
***
واستجارت مآذِني، فمُجيري
مُسْـتَـخِـفُّ النِّــدا، ويَــرْبُـو مُصابي
***
والشَّوى ثائِرُ الحُميَّــا، فصَدرٌ
يَستَهيبُ العِدا، وَما مِنْ مُحـابِ
***
عنفوانُ اليهودِ طقسٌ… أَأنأى
وبِجَنبيَّ مِن مَداهُ اغترابـي؟!
***
إنْ أنا مِتُّ ،يُبعَـث النـَّـسلُ نَسلًا
مَقدِسيّا، ومَنبَتي أصلابي
***
أَيُذيبُ الخَلْفُ الشِّـقـاقَ؟! فَيَخبو
في رَمادٍ… هَيَّا، اقْهَروا غـُـصَّـابي!
***
نَهَمٌ في اليهودِ لو هُوِّدَ الشَّـعْــ
ــبُ، فللشَّعْـبِ في العُروقِ انسيابي
***
واتِّجاهٌ إلى النِّزاعاتِ يُشْـقـيـ
ــنِي، فُيُغرى العدوُّ بالأحزابِ
***
العُلومَ الَّتي عَرَفْنا.. ارتدادٌ
والسَّـبيلَ الَّتي اقْـتَـفَـينا.. ذِهـابـي
****
مُوغِــلٌ في الفُـجـور تَـلـمُودُ عَـدْوٍ
يا لحَبْرٍ يَؤُزُّهُ أقصى بي
****
رَبِّ أوجدتَّني لِمسرًى شَريفٍ
وبُراقٍ ورَميَةِ النـُّـشَّـابِ
***
ها أنا القُدسُ.. مَوْئِلي عَدلُ رَبِّي
سَبقتْني لَهُ لُحونُ انْتِحابي
***
أين حِـِّطـينُ وابْنُ أيُّوب مِنكُمْ؟
كان هذا الفِرِنْدُ خَيْــرَ مآب
^^^^
هوامش لغوية:
إهاب: جِلْـد
لهفة: شُعورٌ بالقَلَق مَردُّه إلى انْتِظار شَيْء أو عدمِ التَّثبُّت منه
استوى: قصد وتوجَّهَ لا يَلوي على شيء
العُبابُ: صوت أمواج البحر ترتفع بصخب
الشَّوى: ظاهر الجِلْد أو جلدة الرأس الحُميَّــا: أَوَّلُ الغضب
الخَلْفُ: الوَلَد الطَّالح
البُراق: دَابَّة ركبها رسول الله ليلةَ المعراج
النـُّـشَّـاب: سَهْم، نَبْل
الفِرِنْدُ: السَّيف