بقلم الدكتور أحمد الطباخ
حق لها أن تكون عشق كل عربي تفتح عيناه على ذلك الكتاب الكريم ألفاظه وتدبر رسمه وفهم معانيه فجاد عليه ربه ومولاه بمدد عظيم ومنحه من فيضه ما قوم به اللسان ونقى به الوجدان ووسع به الإدراك وزود به الإيمان وناجى بها الرحمن وعلا به أرفع الدرجات وحقق به المراد فالقرآن هو ذلك النموذج السامي في البيان وحسن السبك وروعة النظم وجمال البلاغة وسمو المعاني.
والعلاقة بين اللغة العربية والقرآن وثيقة بمثابة روحين امتزجا فلولا القرآن الكريم ما ظلت اللغة على قيد الحياة إلى يومنا ومن يوم أن نزل القرآن وأصبحت اللغة العربية لغة أمة الإسلام وأهل القرآن وليست لغة أمة هي العرب فحسب بل هي لغة فكر وعقيدة ودين وثقافة للمسلمين جميعا الذين يربو عددهم على المليار ونصف المليار ومن هنا فإن ارتباطها بالقرآن هو وحده الذي حماها من أن تتحول إلى لغات مستقلة وأن يقرأ تراثها بقاموس وسيظل الترابط بين المسلمين لغة الضاد القرآن قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لذلك كان حبها وعشقها فرض عين على كل مسلم يصلي ويتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار ويبغي مرضاة الله عز وجل ولذلك قال الأستاذ مصطفى صادق الرافعي : إن العربية لغة دين قائم على أصل خالد هو القرآن الكريم وقد أجمع الأولون والآخرون على إعجازه بفصاحته إلا من لا يحفل له به من زنديق يتجاهل أو جاهل يتزندق ثم إن فصاحة القرآن يجب أن تبقى مفهومة ولا يدنو الفهم منها إلا بالمران والمداولة ودرس الأساليب الفصحى والاحتذاء بها اللغة والبصر في حقائقها وفنون بلاغتها والحرص على سلامة الذوق بها وكل هذا يجعل الترخص في هذه اللغة وأساليبها ضربا من الفساد والحال الخاصة في فصاحة هذه اللغة ليست في ألفاظها ولكن في تركيب ألفاطها… انتهى كلام الرافعي
وإذا اهتم الناس واهتمت الدول باللغات الأخرى على حساب لغتنا الأم فهذا عقوق عظيم وإثم كبير ينال عواقبه كل من أهملها وقلل من قيمتها وتساهل في كتابتها وتعليمها وترك الحبل على الغارب لكل كان عشقه لغيرها واهتمامه بغيرها فهي عشق كل عاشق وهوية كل مفاخر بعروبته وأصوله إذ بها دبج الأجداد ّ