مقال

عزيزتي.. أي ليلى تريدينها؟!

نيفين عبيد | القاهرة 

مررت اليوم على الفيس بوك، في جولة سريعة لاستطلاع ما يشغل الناس ويشغلني، تصدرت اخبار سوريا والقتل على الهوية نسبة ملحوظة من النشر، أمر متوقع!، له حديث لاحقا.

لكن الأهم هو انتشار بوستات التذكرة والاحتفال بيوم المرأة العالمي، لحين وجد بوست لأحد الصفحات الأوروبية الداعمة للنساء من منظور نسوي:

تطرح سؤال “من هي أكثر امرأة ملهمة لك، تذكرها في هذا اليوم، ولا يغيب ذكرها؟ تصورت لوهلة إذا طرح هذا السؤال على صفحة مصرية أو عربية لجاءت أغلب الإجابات “الأم” باعتبارها نموذج للتضحية والتفاني دون التفكير في نماذج من النساء تعكس الاستقلالية وحرية اتخاذ القرار.

والحقيقة ان إجابة السؤال تحمل أكثر من وجه، نماذج عدة من النساء المستقلات القيادات يصلحن ان يكن ملهمات لنا في اليوم العالمي للمرأة، لكن حين فكرت حينها في السؤال، وجدتي أتذكر شخصيتان لفاتن حمامة مفارقات في ذاكرتي، وأرى شخوصهن كتبت في تقديري بشكل نسوي مفارق، ربما لأنهم شخوص كتبتهن روائيات نسويات.

الأولى، “ليلى” في الباب المفتوح، للطيفة الزيات. والثانية ” نادية” في الليلة الأخيرة لمارجريت وين. كلا النموذجان واجهوا السؤال الرئيسي والكفيل بإحداث تحول نسوي جذري معاش لأي امرأة طرحت السؤال على أصداء ذاتها وعقلها، “من تريدي ان تكوني؟”، بصياغة أخرى “أي شخص ترغبين ان تكونيه؟”.

هل تريدي ان تكوني “ليلى” التي انهال عليها ابها ضربا بالحذاء جزاء حق طبيعي للتعبير عن الرأي في شأن عام غير معهود للنساء الحديث عنه؟ هل تريدي ان تكوني “ليلى” التي لا تعرف طريق سوى طريق المطبخ، وتربية الأبناء، وارضاء رجلا عنيف ذكوري لا يرضى و لا يكتفي بها؟، هل تريدي ان تكوني “ليلى” التي يطمع فيها أستاذ جامعي منافق يدعي ما لا يؤمن به من أفكار حديثة وتقدمية، هل تكوني “ليلى” التي ترضى خيانة ابنة خالتها مع الخادمة والتي تقوده أوهام الجنس؟.

ام تكوني “ليلى” التي تبحث عن ذات مستقلة مكفول لها حرية الفكر والتعبير؟ تريدي ان تكوني نموذج الطالبة الجامعية التي لا تقتصر الرؤية لها كفريسة سهلة لتلبية رغبات الأستاذ النخبوي المثقف المخادع الكذاب؟

ام تكوني “ليلى” التي تريد ان تكون الحبيبة الشريكة في السراء والضراء، التي يمكن لها ان ترى أدوار الرعاية والأمومة جزء لا يتجزأ من الشراكة المتساوية وليس جزء من التنميط وتكريس الأدوار؟

حتى شخصية “نادية” في الليلة الاخيرة للكاتبة مارجريت وين؛ كان سؤالها هو البحث عن الذات أيضا؟ هل ترضى أن تكوني “فوزية” الزوجة المغيبة في رحاب الرجل المجرم المخادع؟

ام “نادية” الواعية لواقعها واقدارها، فتختار في النهاية أن تكون “فوزية للبعض” لكنها تعي ذاتها حق المعرفة، ولا تتوه عنها؛ وتكون من تريد.

من الممكن أن يكون سؤال البحث عن الذات؟ هو سؤال للجنسين، لكنه سؤال في طرحه على ذوتنا كنساء تحديدا كفيلا بالتنبؤ بتحول كبير وجذري في شخوصنا.

وغالبا ما يكون سؤال الغضب؟ وسؤال التطلع؟ وسؤال التغيير؟

هل سألتي نفسك يوما، من تريدي ان تكوني؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى