أدب

قصيدة بلا قيود/ خارج الإطار

مجيدة محمدي| شاعرة من تونس

أريد أن أكتب قصيدة ،
قصيدة تخرج من رحم الضوء عارية من الضمائر ،
تتسلل من بين أصابع النحو وتكسر ضلع الجملة الفصيحة.
قصيدة تهرب من سجن الحروف الكبيرة والصغيرة ،
لا تنحني تحت سوط القواعد
ولا تصطف في طابور علامات الترقيم،

أريد أن أكتب قصيدة
لا تعرف معنى البداية ولا تؤمن بالنهايات ،
تتمدد كظل شجرة متعبة على إسفلت يذوب في شمس أغسطس.

قصيدة تتمطى كسحابة ثقيلة على أكتاف الريح ،
لا تلتزم بحدود السطور
ولا تخشى السقوط من حافة الورقة .

أريد أن أكتب قصيدة
قصيدة بلا رأس ولا ذيل !
قصيدة تسير على أربع أقدام ثم تطير !
قصيدة تحمل عيونها في راحة يدها ،
تغمضها متى أرادت وترسم بها نهاراً جديداً متى شاءت .

قصيدة من لحم المعنى وعظم المجاز.
قصيدة ترقص عارية تحت مطر لا يتوقف ،
وتضحك في وجه الكآبة كنافذة مفتوحة على البحر .

أريد أن أكتب قصيدة
تنسى نفسها في منتصف الكلام .
قصيدة تنسى أنها قصيدة
وتتحول إلى امرأة تمشي وحدها في شارع مزدحم ،
إلى موجة تبتلع سفينة ثم تنساها،
إلى طفل يتسلق الهواء ويضحك،
إلى قط أسود يتسلل بين الأزقة ، ويغير مسار الحكايات.

قصيدة تهدم اللغة وتبني مدينة من الفوضى .
قصيدة تكسر المرآة وتترك الوجه في ضياعه الجميل.
قصيدة تفتح قوساً ولا تغلقه
تترك الجملة معطلة في منتصف الطريق .
تمضي… ولا تلتفت…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى