مازال يمارس طقوس الموت

د. سمير شحادة | شاعر فلسطيني

ثلاثونَ باباً ونافذةْ

وسقفٌ معلقٌ

لا جدرانَ

لا أَعمدةْ

لا زجاجَ يحجبُ صوتَ الريحْ

وشموعٌ أرهقها الوقتُْ

وخرابٌ

وبكاءْ

 

سألوا عنه ،فأجاب الحُجَّابْ

قالوا :هو في الغابةِ

والغابة كما تدرون

تسكنها عاصفةُ هوجاءُ

والظل سماء

يحرسها الجانْ

بأمر الملكِ النائمِ في عرشِ الوهمْ

المفتون بالمُلْكِ وبالمالِ

وبالحسناواتْ

 

وقالوا:

ضاعتْ منهُْ همتهُ

وهيبته

وشهوتهُ

للأكلِ وللشربِ

وللحسناواتْ

لم يبق منه غيرُ بقايا

لكنْ ما زال يعيشُ

ما ماتْ

 

وقالوا: ما زال

يسجنُ

ويقتلُ

في يدهِ

مفاتيحُ الشرق

ومفانيحُ الغرب

ومفاتيحُ أبوابِ الربْ

ومفاتيح العاصفة الهوجاء

في الغابةْ

 

وقالوا:ما زالَ

يمارس طقوس الموتِ

هناكْ

على الشطِ المَنسِيِّ

صباحَ مساءْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى