وكان النيل شاهدا على أسطورة الحب بين الأغاخان وإيفيت لابيدوس

فريدة شعراوي| باحثة في التاريخ والمصريات

كانت البيجوم، تضع وردة على قبر الحبيب كل يوم لمدة 43 عاما، ولهذا تعد قصة حب خالدة بين (السير محمد شاه سلطان الحسينى الأغاخان الثالث) زعيم الطائفة الإسماعيلية وبين الفتاة الفرنسية (إيفيت لابدوس) وتزوجت بالأغاخان لتصبح (البيجوم أم حبيبة) وتعيش معه أجمل ذكريات .

ولدت الفتاة الفرنسية بالقرب من مدينة كان الفرنسية فى 15 فبراير 1906 ، وكانت البيجوم فتاة ذات طموح، حيث قررت خوض مسابقة الريفيرا الفرنسية عام 1930 لاختيار ملكة جمال فرنسا، وفازت باللقب وتلقت دعوة لزيارة مصر عام 1938 لتقابل الأغاخان فى إحدى الحفلات الملكية باعتباره أغنى شخصية فى العالم وذو نفوذ ومكانة لأنه كان زعيم طائفة لها أتباعها فى العالم.

وكانت البيجوم تحلم بالشهرة والثراء وكان ذلك يتجسد أمامها فى الأغا الذى تقرب لها بعد طلاقه من زوجته الثالثة وعرض الزواج عليها ومبلغ مليون فرنك فرنسى كأول هدية خطبة لو قبلت الزواج به .

وبمرور الوقت انبهرت البيجوم بالأغاخان وأحبته واعتنقت الإسلام وقبلت الزواج به بالرغم من فارق السن بينهما 29 عامًا، عاشت أم حبيبة حياتها الجديدة مستمتعة مع الأغا خان وواصلت مسيرة الطائفة الإسماعيلية كزوجة لزعيمها وقائدها الروحى.

وفى عام 1957 رحل زعيم الطائفة الإسماعيلية وبعد وفاته ابتعدت البيجوم عن الأضواء ومباهج الحياة وحملت رفات زوجها إلى مصر حيث دفن فى مقبرته بمدينة أسوان، واعتزالت البيجوم الحياة العامة واكتفت بالاعتناء بالمقبرة والتى أوصت أن يتم دفنها فيها بعد وفاتها، وبالرغم من أن عمرها وقت وفاة زوجها لم يتعد 51 عامًا كانت تتمتع بجمال ساحر وعرض عليها الزواج من كثيرين إلا أنها كانت ترفض.

وكانت البيجوم تقول عشت مع أغاخان حياة غنية لم أفارقه فيها لحظة ومنذ وفاته أعيش على ذكراه، وفى يوليو عام 2000 رحلت البيجوم أم حبيبة لترقد إلى جوار زوجها الأغاخان على ربوة عالية فى الجانب الغربى لنيل أسوان.

أغاخان من مواليد كراتشي حينما كانت جزءا من بلاد الهند في 12 نوفمبر 1877، أبويه من أصل فارسي، ولم تمنحه إيران الجنسية إلا بعد أن انتخب رئيسًا لعصبة الأمم المتحدة (من عام 1934 إلي 1937) حينئذ أعطته إيران جنسية أبائه قبل أن تهاجر عائلته إلى الهند منذ قرن مضي.

والمقبرة تقع على ربوة عالية بالبر الغربى للنيل فى مواجهة الجزء الجنوبي للحديقة النباتية واختارها السلطان محمد شاة الحسيني (أغاخان الثالث) وبني مقبرة فخمة على ربوة جميلة عالية حيث تم بناؤها على الطراز الفاطمي، وجاء أغاخان إلى أسوان فى عام 1954 بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة كبيرة من أتباعه.

وعشق أغاخان والبيجوم أم حبيبه نيل أسوان وأقاموا فى فيلا تطل علي نهر النيل وهي التي أشرفت علي مراسم دفنه وجنازته وهي التي بنت له مقبرته الشهيرة والتي صممها ونفذها شيخ المعماريين العرب ورائد العمارة الإسلامية دكتور مهندس فريد شافعي أستاذ العمارة في مصر، الذي جعل من المقبرة تحفة معمارية ومزارًا يشار له بالبنان ليبنوا له مقبرة تخلد ذكراه في المنطقة التي شفته من المـرض فصمم المقبرة على التراث المعماري الإسلامى الفاطمي بناء على رغبة أغاخان وأوصى بأن يدفن في هذه المقبرة حين مماته.

كان أغاخان يعشق الورود وخاصة الحمراء فكان يملأ كل الغرف التي يجلس فيها بالورود، وتعرف أغاخان على بائعة ورود “البيجوم” ومن كثرة عشقه للزهور أحب البيجوم وأحبته فتزوجها وحولها من بائعة ورود فرنسية بسيطة إلى واحدة من أغنى أغنياء العالم.

واجتمع الأغاخان وزوجته أُم حبيبة على حُب الورود فقد افترقا أيضًا على حُبِه، فكانت توضع كل يوم في التاسعة صباحا وردة حمراء جديدة من نوع “رونرا بكران” داخل كأس فضي على قبر الأغا خان بواسطة أحد العمال. وكانت تأتى الزوجة أُم حبيبة مرة كل عام لتغير الوردة بيدها.

وكانت تذهب للمقبرة بمركب ذى شراع أصفر حيث إن كل المراكب الشراعية ذات أشرعة بيضاء, ليعرف أهالي أسوان أن أُم حبيبة قد جاءت وأنها لم تنس زوجها الحبيب وأصبحت مقبرة أغاخان مزارا سياحيا شهيرا وتوفت أم حبيبة في يوليو 2000 ميلادية , ودفنت بجوار زوجها الأغاخان.

أكيد فيها حاجة حلوة، عشان معظم الناس بتحب تندفن فيها، مش عارفة حلوة إزاى. . لكنها حلوة الحلوات . . مصر العظيمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى