عابرةُ مصير
الشاعر رائد عيد / سوريا
جاءَتْكَ باكيةً، وقلبُكَ مُتْعَبُ
دمعُ الحزينِ على الحزينِ مُحَبَّبُ
ياقلبَ يوسُفَ! والشفاهُ عَميقةٌ،
والبابُ مَوصُودٌ، فأينَ المهرَبُ؟
فَهِمَتْ أحاديثَ العُيونِ كواكبي،
فاسَّاقطَتْ، من كلِّ فَجٍّ كوكبُ
قالتْ: أحِبُّكَ، قلتُ: لا تتسرَّعي،
فأنا العَنيدُ الجاهلُ المتقلِّبُ
عُشرونَ ألفَ قصيدةٍ أحرقْتُها.
قالتْ: سيُحرِقُني الزَّمانُ الأصعبُ
أنا لحظةُ الإشراقِ، صُغْنِي كِذبَةً،
أيُصَدَّقُ الشِّعرُ الذي لا يَكذبُ؟
تَعِبتْ من الصَّدقِ الغَبيِّ مفاصِلي
وأنا أجيءُ مع الشَّقاءِ، وأذهب
ساءَلتُها: ما الحُبُّ؟ ردَّتْ شَعرَهَا
عن صدرِها، وإذا الفضاءُ الأرْحَُبُ!
هَدَأتْ عواصفُ حزنِها، فتنهدتْ
وتبسَّمتْ، فعَلمتُ أنِّي مُذنِبُ