الامتنان والعرفان وعلاقته بالصحة النفسية

د. محمد السعيد أبو حلاوة | أستاذ الصحة النفسية المشارك، كلية التربية، جامعة دمنهور

 

أولاً- مقدمة:

قال الفيلسوف الروماني الخطيب الواعظ شيشرونorator Cicero أن “الامتنان لا يعد أعظم الفضائل الإنسانية فقط، بل هو بمثابة الأب لها جميعًا”، وفي واقع الأمر يتذكر كل شخص منا أوقاتًا كثيرة في حياته عبر فكره عن شكره وامتنانه وتقديره للآخرين لما أسدوه لنا من خدمات ولما منحوه لنا من وقت وجهد في سبيل مساندتنا ورعايتنا.

وتاريخيًا، اعتبر الامتنان والثناء والعرفان بالجميل من أهم الفضائل الاجتماعية والمدنية، ومن الدوافع المركزية في توجه الإنسان نحو فعل الخير والإحسان benevolence، فضلاً عن كونه أحد المحددات المعرفية والانفعالية التي يمكن بموجبها إشباع الحاجة الاجتماعية للتعايش الإيجابي مع الآخرين (Emmons, McCullough, Tsang, 2003).

ويعد مفهومًا ودافعًا وتكوينًا وتعبيرًا دالاً على ما يعرف بالسلوك الاجتماعي الأخلاقي الاجتماعي الفعال، فضلاً عن ارتباطه بالرضا عن الحياة وطيب الوجود أو الهناء النفسي العام في الحياة.

ويرتبط التوجه نحو الامتنان والعرفان بالفضل لأهله بحالات إيجابية كثيرة من أهمها على الإطلاق رضا الإنسان عن ذاته وتقبله لها، وشعوره بحس الحال وطيب الحياة، والامتنان حالة يجد فيها الإنسان نفسه مفعمًا بمشاعر تقدير الآخرين والثناء عليهم تجاوبًا مع وقوفهم بجوارهم ومؤازرتهم له وتفهمهم إياه؛ الأمر الذي يجعل الامتنان والعرفان والتوجه شكر الآخرين والثناء عليه أمرًا معتبرًا ومقدرًا في كل الثقافات.

من جانب آخر ينظر إلى الامتنان كسمة أخلاقية Moral trait كفضيلة قيمية بعين التقدير والاحترام والندب إليه واستحسانه في كل التقاليد والأعراف والديانات السماوية بالتأكيد على أن تقدم الثناء والشكر لمن يحسن إلينا دالة على سواء النفس ونقاء معدنها (Emmons &Crumpler, 2000).

وللشعور بالشكر والامتنان للآخرين وفي الحياة بصفة عامة فوائد متعددة، منها أن مشاعر الامتنان ترتبط بتناقص جوهري دال في الانفعالات السلبية، وبتزايد جوهري دال في الانفعالات الإيجابية مثل الشعور بالطاقة والتنبه والتحمس واليقظة (McCullough, Emmons, & Tsang, 2002).

وفيما يتعدى الانفعالات، يوجد أدلة تفيد بأن الامتنان يرتبط بالإحساسات البدنية السارة، فقد خلصت نتائج دراسة(Algoe&Haidt, 2009)أن الناس تتعايش مع حالة من الاسترخاء العضلي السار عند تذكرهم للمواقف التي أثنوا فيها على الآخرين واعترفوا بفضلهم عليهم، وعليه فإن ممارسة الإنسان لفعل الامتنان والثناء على الآخرين وشكرهم يؤثر بصورة إيجابية عن مستوى طيب حياته ونوعية وجوده well-being.

ولكن ماذا عن الأشخاص الذين هو على مستوى من التوجه نحو شكر الآخرين والثناء عليهم بطبيعتهم أكثر من الآخرين؟ عادة ما يفسر هذا التوجه وفقًا للتقاليد الدينية بأنه دالة للتوجهات الروحية في الحياة، كما وجد أن الأشخاص المقرين بجميل الآخرين وفضلهم وبالتالي الامتنان لهم الثناء عليهم أكثر طيبة وأكثر وداعة وأقل نرجسية وتمركزًا حول الذات، بل وأكثر شعورًا بالسعادة وراحة البال (Watkins, Woodward, Stone, &Kolts, 2003).

 

ثانيًا- تعرف الامتنان وأبعاده:

تعددت التعريفات التي طرحت لمفهوم الامتنانGratitude شأنه شأن كل المفاهيم النفسية الأخرى  بناء على المداخل النظرية للباحثين وبناء على السياق الذي يستخدم فيه، فقد عرف الامتنان لغة بأنه “حالة توجه الشخص نحو شكر الآخرين والثناء عليهم والعرفان بجميلهم” (the Merriam-Webster Dictionary, 2005)، إلا أنّ هذه الدلالات اللغوية لا تعبر عن ماهية مفهوم الامتنان كما يؤخذ به في أبيات حركة علم النفس الإيجابي.

على سبيل تعامل بعض الباحثين مع مفهوم الامتنان كفضيلة أخلاقية moral virtue، في حين وصفه وفسره باحثون آخرين على اعتبار أنه اتجاه نفسي Psychological attitude، وركز باحثون آخرون على وصفه وتفسيره كانفعال Emotion ضمن نطاق ما يعرف بالوجدانات الإيجابية Positive affect، بينما نظر إليه آخرون على أن عادة إنسانية Humanistic habit، ووصفه آخرون كأنه سمة شخصية personality trait، وتعامل معه باحثون آخرون على أنه استجابة توافق coping response(Graham &Fincham, 2009).

فقد أوضح (Emmons &Crumpler, 2000) أن الامتنان يمكن التعامل معه ك: انفعال، فضيلة، حس أخلاقي، دافع، استجابة توافق، مهارة، واتجاه، وبينا أنه كل ذلك، وعلى الأقل الامتنان استجابة انفعالية لهدية أو منحة أو نعمة تحل بنا، إنه ذلك الشعور بالثناء والتقدير بعد أن يقوم شخص محسن بفعل إيثاري يترتب عليه نفع أو فائدة لنا”  (Emmons &Crumpler, 2000).

وبين (Chipperfield, Perry & Weiner, 2003) أن مفهوم الامتنان Gratitude مشتق من كلمة لاتينية قديمة Gratia’ وتعني الاعتراف الجميلوالشكر والثناء المقترن بالطيبة والرقة والحنان وتقدير جمال العطاء والأخذgrace, graciousness, or gratefulness، وعلى ذلك فالامتنان من أوضح تجليات صيغ الوجدان الموجب، الذي يخبره أكثر من 90% من الراشدين عند تعبيرهم عن الثناء والشكر والعرفان بالجميل للآخرين وحمد الله والثناء عليه لنعمه وآلائه عليهم.

وعرف عدد من الباحثين الامتنان والعرفان كحالة من رضا الشخص عن ما يحوزه ويحتويه من نعم بشكر واطمئنان، والتوجه نحو الثناء على الآخرين والاعتراف بفضلهم بأنه “رد فعل انفعالي إيجابي استجابة لتلقي منحة أو نعمة أو فائدة ونفع من شخص ما” (Roberts, 2004).

ورأىروبرتايمونزRobert Emmons وهو من رواد الدراسات البحثية في مجال الامتنان، بأنه “شعور يتملك الإنسان عندما يدرك أن ما حل به من نفع أو خير يعزى إلى شخص آخر أوصله إليه” (Emmons, 2004).

ووصف الامتنان في عديد من التصورات النظرية كحالة state موقفية اعتبر بموجبها الامتنان رد فعل انفعالي لحدث أو خبرة حالة، بينما صورته أطر نظرية أخرى على أنه خاصية استعدادية أو سمة dispositional characteristic or trait.

وأوضح(Park & Peterson, 2006a: 894)أن الامتنان من المنظور الأخلاقي تجسيد “لوعي الشخص وإدراكه لكل النعم والأشياء الجيدة والإيجابية في حياته، وشعوره بالحمد والشكر والرضا، بما يجعل حياته مفعمة بالامتنان والعرفان بالفضل للخالق وللآخرين”.

فقد ذهب (Snyder & Lopez, 2007) إلى أن مفهوم الامتنان يمكن التعامل على مستويات متعددة منها: الامتنان لشخص ما وشكره والعرفان بفضله، الامتنان من أجل الحصول على هبة أو منحة أو نعمة أو شيئًا ما، أو الاعتراف بفضل شخص ما لأدائه أو قيامه بفعل ما في موقف معين، أو التعامل مع مفهوم الامتنان كميل أو خبر ذات فاعلية مستمرة عبر المواقف.

ولفهم الامتنان من منظور الاستعداد أو النزعة dispositional perspective، يمكن القول أن الانتباه انفعال يتم التعايش معه وفقًا لأربعة عناصر:

  • كثافة الامتنان gratitude intensity.
  • معدل تكرار الامتنان gratitude frequency.
  • سعة الامتنان gratitude span.
  • شدة الامتنان gratitude density.

وعلى ذلك فالشخص الذي لديه ميل ونزعة للامتنان والثناء والعرفان والشكر يخبر الامتنان بصورة مكثفة، وتتكرر لديه نوبات ومواقف التعبير عن الامتنان، وتتعدد لديه مصادر وآليات التعبير عن الامتنان، ويتسع نطاق التعبير عن الامتنان أمامه بصورة واضحة، ويحتفظ برؤية إيجابية مشرقة للعلاقات بين الشخصية في المواقف الاجتماعية المختلفة (Wood, Maltby, Stewart & Joseph, 2008b).

وقدمSansone, 2010) (Sansone, &تعريفًا لمفهوم الامتنان من منظور أكثر رحابة أكدوا فيه على أنّ الامتنان “تقدير الشخص وتثمينه واعتزازه بكل ما له قيمة ومعنى في حياته، والتوجه لحمد لله والثناء عليه لعطاياه ومنحه وجوده وكرمه، مع شعوره بالشكر والثناء والاعتراف بالفضل لكل من له فضل عليه”، ويعبر هذا التعريف عن تصور أكثر اتساعًا لماهية الامتنان إذ يجعله أقرب إلى حالة التصالح مع الحياة ومع الآخرين ومع الذات، وبالتالي تجاوز حصر الامتنان والشكر في الطابع الاجتماعي بين الشخصي، ويدمج في بنيته بعد “المعنى meaning” الذي يجعل حالة الثناء والعرفان والشكر ذات علاقة بالخبرات الحياتية المقدرة وذات القيمة، فضلاً عن الارتباط أو الاتصال الوجداني بالطبيعة، وبما يمثل نقطة التوازن بين الامتنان كحالة والامتنان كسمة.

ويعبر مفهوم الامتنان عن “توجه الشخص نحو تقدير وتثمين قيمة ما يحصل عليه في الحياة سواء كان ماديًا أو معنويًا، ومع الامتنان يدرك الناس قيمة حياتهم، وعلى ذلك يساعد الامتنان الناس على التواصل والتعلق بشيء أوسع مدى وأعمق مضمونًا من ذاتهم الضيقة سواء كان ذلك الشيء هو الآخرين أو الطبيعة أو قوة علي” (Harvard Medical School, 2012).

وطرح(Emmons & Stern, 2013) تعريفًا آخرًا لمفهوم الامتنان مفاده أن “الامتنان مفهوم له معنين: معني دنيوي، ومعنى متسامٍ أو ورحي، فعلى المستوى الدنيوي يشير الامتنان إلى شعور ينتاب الناس أثناء التفاعلات بين الشخصية عندما يعترف شخص بأنه تلقى فائدة أو نفع معتبر من شخص آخر، ومع ذلك وعلى المستوى المتسامٍ أو الروحي يعد الامتنان حالة معرفية ـ وجدانية cognitive-affective state ترتبط بإدراك الشخص أنه تلقى فائدة أو نفع شخصي لم يكن يتوقعه أو يحسب حسابه بل بسبب النوايا الطيبة لشخص آخر”.

وبالرغم من وضوح طبيعة العلاقة بين الامتنان Gratitude والتقدير appreciation فإن التقدير للآخر قد يقتصر على مجرد الاعتراف والاستمتاع بالصفات الحسنة فيه، لكن بدون التعبير عن ذلك لغويًا أو سلوكيًا وهذا ما يتضمنه الامتنان إذ بالإضافة إلى الإعجاب بالشخص المحسن واحترامه وتقديره يعبر له لغويًا وسلوكيًا بالثناء عليه وشكره والعرفان بفضله وجميله بتواضع جم بما يمثل جوهر الامتنان الحقيقي (Burton, 2014).

وأشار(Fox et al., 2015) إلى أن الامتنان “انفعال اجتماعي يوجه انتباهنا إلى الثناء على الآخرين ومدحهم وشكرهم لما قدموه لنا من منافع أو مساندات”.

وركز(Algoe, et al., 2016) في تعريفه للامتنان على توضيح الجانب الاجتماعي له إذ رأوا أنّ الامتنان “انفعال إيجابي ينشأ لدينا عندما يقوم شخص آخر “المُحسن benefactor) بفعل شيئًا ما مفيدًا ونافعًا لنا”.

من جانب آخر عرف (Forster et al., 2017) الامتنان بأنه “انفعال ينشط لدى الشخص عندما يحصل على منفعة أو عائد غير متوقه، ويعتقد أن الامتنان يلعب دورًا بالغ الأهمية في المبادرة بالعلاقات الاجتماعية وضمان استدامتها” Forster et al., 2017).

ومن المنظور الأخلاقي يعبر الامتنان عن ماهية الحمد بأنقى صورة، ويعكس القناعة والرضا عن الحياة بصفة عامة بغض النظر عن مظاهر العوز والنقص فيها، وعلى ذلك فالامتنان تعبير انفعالي عن تقدير الشخص ورضاه عن ما يحوزه ويملكه بالفعل من نعم، كمقابل لما يعرف بالطمع والجشع والنكران الذي يميز من لا يعرفون حدًا للشبع والذين لا يتوقفون عن السعي للحصول على المزيد من الحاجات وإشباع الرغبات بصورة لا تعرف حدودًا.

 

ثالثًا- الامتنان وحركة علم النفس الإيجابي:

ويعد الامتنان من منظور حركة علم الإيجابي عاملاً أساسيًا فيما يعرف بتحقق الأداء النفسي الوظيفي الأمثل optimal functioning، فضلاً عن علاقته الجوهرية الموجبة والدالة بكل من طيب الحياة والتنعم أو الهناء والسعادة wellbeing والرضا عن الحياة Satisfaction With Life، وتثبت نتائج دراسات بحثية كثيرة عن أن الامتنان يعمل كمتغير وسيط ووظيفة في نفس الوقت لتحقيق هذه الحالات الإيجابية.

ويمكن أن يٌنْظر إلى الامتنان على أنه سلوك اجتماعي إيجابي pro-social Behaviour نتيجة الفوائد والمنافع التي تترتب عليه والتي تنشأ وتنشط بالضرورة السلوك الأخلاقي moral Behaviour.

وبصورة أكثر تحديدًا، يمكن اعتبار الامتنان انفعالاً أخلاقيًا moral emotion يعزز التفاعلات الاجتماعية المتبادلة بين الناس، ويعد في نفس ترمومترًا أخلاقيًا، ودافعًا اجتماعيًا إيجابية، ومعززًا سويًا للتفاعلات الاجتماعية بين الناس، وبين أن الامتنان يتضمن ثلاثة جوانب أساسية تتمثل فيما يلي (McCullough, Kilpatrick, Emmons & Larson, 2001):

  • ميزان أو مقياس أخلاقيmoral barometer: يحفز الناس على إدراك حقيقة أن شخصًا ما قدم معروفًا لهم.
  • دافع أخلاقيmoral motivator: يشجع الناس على التصرف الإيجابي تجاه الآخرين.
  • معزز أخلاقيmoral reinforcer: عندما يعبر الشخص عن امتنانه وتقديره، فإن ذلك يشجع المحسن على العطاء مرة أخرى في المستقبل.

ويعبر في أدبيات حركة علم النفس الإيجابي عن ما يعرف بعدوى الامتنان كسلوك اجتماعي وأخلاقي إيجابي، فمن جانب المحسن يرى المحسن إليه فيه علامات التنعم والهناء والسعادة والرضا، فيتوجه إلى تقليده والإتيان بنفس السلوكيات التي جلبتها له، مما يثري ويعمق من ماهية استجابة الإحسان بشكل عام على كل المستويات.

كما يعد الامتنان أحد العوامل التي تعزز المعايير الاجتماعية الأخلاقية وتخرج الإنسان من تخوم الذات الضيقة إلى اعتبار الآخرين وتقديرهم والثناء عليهم وبالتالي يزداد التقبل والتماسك الاجتماعي بصورة عامة وتختفي مؤشرات النكران والجحود (Emmons & Shelton, 2002).

 

رابعًا- الدراسات البحثية للامتنانGratitude Research:

حددت نتائج عديد من الدراسات البحثية المواقف التي يزداد فيها معامل توجه الشخص نحو التعبير عن الامتنان والثناء والعرفان بالفضل لأهله وتتمثل هذه المواقف فيما يلي:

  • أن يدرك الشخص أن منفعة ما أو عائد إيجابي ما قد حازه أو حصل عليه، كلما زاد تصور الشخص لأهمية وقيمة هذه المنفعة، كلما زاد توجهه نحو التعبير عن الثناء والشكر.
  • تنتاب الشخص مشاعر الشكر والثناء والعرفان إذا تلقى هدية أو منحة أو فائدة ما يشعر أنها أعطيت له لشخصه ولتجويد نوعية حياته، بمعنى آخر اعتقاد الشخص أن المحسن إليه قام بهذا الفعل بنية صادقة.
  • إذا كان الشخص يحب من قدم له المنحة أو الهدية أو المساعدة والمؤازرة ارتفع لديه التوجه للتعبير عن شكره وتقديره له وثنائه عليه.
  • إذا كان العائد أو النفع أو الهدية والمنحة خارج توقعات من قدمت له يزداد لديه التوجه نحو التعبير عن الشكر والثناء والعرفان.
  • إذا اعتقد من قدمت إليه المنفعة أو المنحة والهبة أن مقدمها يتوقع نوع ما من التقدير، يميل إلى شكره والثناء عليه والاعتراف بفضله.

خامسًا- المراجع:

  1. Sansone, R., &Sansone, L. (2010). GRATITUDE AND WELL BEING:
  2. The Benefits of Appreciation. Psychiatry, 7(11):18–22 .
  3. Bartlett , M.Y., &Desteno, D. (2005) Gratitude and prosocial behaviour: Helping when it costs you. Association For Psychological Science, 17(4), 319-325.
  4. Emmons, R A. ; Shelton , C. M. (2002) Gratitude and the science of positive psychology. In: Handbook of positive psychology. Snyder, C. R.; Lopez, Shane J.; New York , NY , US : Oxford University Press. 459-471.
  5. Emmons, R A. & McCullough, M.E. (2003) Counting blessings versus burdens: An experimental investigation of gratitude and subjective well-being in daily life. Journal of Personality and Social Psychology, 84 (2), 377-389
  6. Emmons, R A., McCullough, M E. , Tsang, J. ( 2003). The assessment of gratitude. In: Positive psychological assessment: A handbook of models and measures. Lopez, Shane J.; Snyder, C. R.; Washington , DC , US : American Psychological Association, pp. 327-341.
  7. Lubomirsky, S. (2008) The How of Happiness. Sphere.
  8. McCullough, Michael E. , Kilpatrick , S.D. & Emmons, R.A. (2001) Is gratitude a moral affect?Psychological Bulletin, 127(2). 249-266.
  9. Snyder, C. R. & Lopez, S J. (2007) Positive psychology: The scientific and practical explorations of human strengths. Thousand Oaks , CA , US : Sage Publications, Inc.
  10. Wood, A. M., Joseph, S., & Linley, P. A. (2007a). Gratitude: The parent of all virtues. The Psychologist, 20, 18–21.
  11. Wood, A. M., Maltby, J. & Stewart, N. (2008) A social-cognitive model of trait and state levels of gratitude. Emotion, 8 (2), 281-290.
  12. Burton, N. (2014). The Psychology of Gratitude: Gratitude has many benefits, but is hard to cultivate.
  13. Emmons, R. A., & McCullough, M. E. (2003). Counting blessings versus burdens: An empirical investigation of gratitude and subjective well-being in daily life. Journal of Personality and Social Psychology, 84, 377-389.
  14. Emmons, R. A., & McCullough, M. E. (Eds.). (2004). The psychology of gratitude. New York: Oxford University Press.
  15. McCullough, M. E., Emmons, R. A., & Tsang, J. (2002). The grateful disposition: A conceptual and empirical topography. Journal of Personality and Social Psychology, 82, 112-127.
  16. McCullough, M. E., Kilpatrick, S. D., Emmons, R. A., & Larson, D. B. (2001). Is gratitude a moral affect? Psychological Bulletin, 127,249-266.
  17. Watkins, P. C., Woodward, K., Stone, T., &Kolts, R. D. (2003). Gratitude and happiness: The development of a measure of gratitude and its relationship with subjective well-being. Social Behavior and Personality, 31, 431-452.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى