رسالة إلى شيماء تحت الأنقاض

غزة – من أنس اليازجي إلى خطيبته الشهيدة شيماء أبو العوف

من  قلب تعرض للقصف قبل شهر من موعد الزفاف

حسناً شيماء
أحبك جداً و بعد ..
أنا الآن تحت القصف كما دائماً من اللحظة التي أغلقنا فيها الهاتف منذ ثلاثة أيام و خمسة صواريخ على بيت عائلتك ..
منذ آخر (بروفا) لفستان العرس و معجون الحناء
منذ آخر الكلام و طيب المقام
منذ عيد و زغاريد
وجارات وصديقات و مواعيد لحفل الزفاف
منذ أول اولادنا المؤجلين وأول عنادكِ
أقول: أريد طفلاً واحداً
وتقولين: لا / بل عشيرة .

أحبكِ جداً و بعد .. أنا الآن تحت القصف كما دائماً
يدي في جيبي و عقلي في مكانه

أقول: يا شيماء
مرًَت طائرة
سقطَ الجرس و المئذنة
و تقولين: لا بأس
الصلاةُ صاعدة

أقول: يا شيماء دمروا الأبراج
و تقولين: لا بأس/ بَقي الحَمام

أقول: حطَّموا النافذة
و تقولين: أحسنْ ، بهذا أصبح الضوء حراً

أحبك جداً ..
وحيث إنني الآن تحت القصف كما دائماً
و تحت الدمار
سيأتِ التُجَار و الفُجَار، وتبدأ المؤتمرات، ويُفتح المزاد على البلاد و على ما تبقى من عباد
سيشكلون لجنة لإعادة الإعمار وإعادة الأبراج
والبيوت المهدمة
وبيتنا يا حبيبتي
بيتنا الصغير الذي سوّيناه حجراً على حجر، ثم غَرِقنا في الديون والأقساط
وغَرِقنا في الشجار على لون الكنب
ولون الحيطان، وفي أي مكانٍ من حديقة بيتنا سنزرع شتلة العنب
ستُعاد لنا الشوارع
والمآذن و الحدائق
والكهرباء
وخطوط الماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى