على هامش سيرة العلامة القاضي سيدي أحمد سكيرج

بقلم: د. علي الدرورة

ولد بمدينة فاس سنة ١٢٩٥، وتوفي في سَطَّات سنة ١٣٦٤ هجرية (بالمغرب)، وعاش بين مسقط رأسه، ومدن طنجة، و حاضرة وجدة، والجديدة (أمازيجان)، والرباط حيث مواقع وظائفه، وحج إلى مكة المكرمة، وزار مصر وتونس والجزائر.
درس بجامع القرويين في فاس وأقبل على حفظ دواوين الشعر فتيسّر له القريض.
اشتغل مدرسًا بجامع القرويين، ثم كاتبًا بوزارة الخارجية، كما اشتغل بالقضاء، وكان عضوًا عاملًا بجمعية أوقاف الحرمين الشريفين والتي تأسست سنة 1920م، وقد ناب عن العاهل الشريف ملك المغرب في تأسيس معهدين مغربيين لتدريس العلوم الدينية واللغوية بمكة والمدينة سنة 1915م. ونال وسام الدولة برتبة كومندان، ووسامًا فرنسيًا، ووسامًا تونسيًا.

الإنتاج الشعري:
للعلامة القاضي أحمد سكيرج أربعة دواوين شعرية مطبوعة، وديوانان مخطوطان وهي: الوردة في تخميس البردة (طبع على الحجر بفاس) (د.ت)، والسحر الحلال في مدح سيد الرجال (طبع على الحجر بفاس) (د.ت)، وضوء الظلام في مدح خير الأنام (طبع على الحجر بفاس) (د.ت)، والنفحات الربانية في الأمداح التجانية (طبع على الحجر بفاس) 1914م، وتفريج الشدة بتشطير البردة، ومازال الديوان مخطوطا، وغير محقق وأيضا المجموعة السكيرجية – وهي مازالت مخطوطة.

الأعمال الأخرى:
له مجموعة من المؤلفات الدينية والصوفية طبع بعضها على الحجر، وبعضها مخطوط، وله كتاب: الظل الوريف في حرب الريف (حرب التحرير التي قادها محمد عبد الكريم الخطابي) مرقون، وترجم إلى اللغة الفرنسية. سكيرج فقيه أديب متصوف، امتلك ناصية النظم، فسخره في التشطير والتخميس، وفي أغراضه الأدبية والعلمية، وحتى في رسائله الإخوانية.

مصادر الدراسة:
1- أحمد سكيرج: الرحلة الحبيبية الوهرانية: طبع على الحجر- فاس (د.ت).
2- إدريس بن الماحي الإدريسي: معجم المطبوعات المغربية – مطابع سلا – المغرب 1988م.
3- عبد الرحمن بن زيدان: إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس – المطبعة الوطنية – الرباط 1933م.
4- عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين – مؤسسة الرسالة – بيروت 1993.
5- محمد بن عباس القباج: الأدب العربي في المغرب الأقصى (جزآن) – المطبعة الوطنية – الرباط 1929م.
6- معجم البابطين لشعراء العربية في القرن 19 و 20 – ط 1 – س 2009م – الكويت.
مورد الوصول لإدراك السول، من مؤلفاته التي كتبها بمدينة فاس قبل عهد الحماية الفرنسية، وقد أقدم على طباعته على الحجر بالمدينة المذكورة عام 1332هـ- 1914م. وكان حينها ناظرًا لأحباس فاس الجديد، وهذا المؤلف هو شرح لصلاة جوهرة الكمال في مدح سيد الرجال، اختار المؤلف أن يسلك فيه نهجًا غريبًا، يتمثل في اعتماده على الحروف المهملة فقط، أي الخالية عن النقط، ولعله اقتدى في هذا الإطار بخطبة مولانا علي كرم الله وجهه التي يفتتحها بقوله: الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود، مصور كل مولود.. إلخ وهي الأخرى خالية عن النقط.
ويفيد العلامة سكيرج في بعض وثائقه أنه استنبط هذا العمل من الهيللة الشريفة، لكون حروفها مهملة غير منقوطة، وهو ما دفعه للكتابة على هذا النسق، ومهما يكن من أمر فهو جهد جبار يشكر عليه، كما أنه عمل لا يستطيع القيام به سوى من له الباع الطويل في علوم لغة الضاد.
إشارة لصلاة الكمال في مدح سيد الرجال، التي هي من أذكار الوظيفة لدى السادة التيجانيين، تذكر 12 مرة عند ختام الوظيفة المذكورة، وتشترط فيها الطهارة المائية، ونصها:
اللهم صلِّ وسلم على عين الرحمة الربانية، والياقوتة المتحققة الحائطة بمركز الفهوم والمعاني، ونور الأكوان المتكونة الآدمي صاحب الحق الرباني، البرق الأسطع بمزون الأرباح المائلة لكل متعرض من البحور والأواني، ونورك اللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني، اللهم صل و سلم على عين الحق التي تتجلى منها عروش الحقائق، عين المعارف الأقوم، صراطك التام الأسقم، اللهم صل وسلم على طلعة الحق بالحق، الكنز الأعظم، إفاضتك منك إليك، إحاطة النور المطلسم، صلى الله عليه وعلى آله صلاة تعرفنا بها إياه.

القصيدة الأولى للقاضي سيدي أحمد سكيرج من أهل فاس في مدح الرسول الأكرم :
دعاك لإدراك العلا مورد الهدى

هلم هلم اسلك إلى المورد الأحلى

°°°
ورد ورده المورود واسع لكل ما

هداك إلى رحمى الإله وسل وصلا

°°°

وسارع له واردع هواك مؤملا

هداك وسلم كل أمرك للمولى

°°°
ومدح رسول الله أكمل مسلك

لإدراكك المأمول والسؤل والوصلا

°°°
له مدد عم العوالم كلها

وصار مدارًا للورى ولهم أصلا

°°°
إلى السعداء الله أرسله هدى

لهم ودوام السعد حاطهم كلا

°°°
أدم مدحه واسئلة كل مؤمل

وأد سلاماً عمم الآل والأهلا

°°°
وسله وصولاً للمكارم وادعه

لدى كل أمر دائماً همه حلا

°°°
له الله أعطى ما أراد مواصلا

له كل مؤمول رآه له أهلا

°°°
وأولاه سراً ما له وصل السوى

له الرسل والأملاك ما وصلوا أصلا

°°°
وصار إماماً حوله الكل ركع

وصلوا على روح له معه صلى

°°°
وكل امرئ رام الهدى أمه حوى

مكارم والمولى له أوصل السؤلا

°°°

على روحه دام السلام مسرمداً

مدى الدهر عم الآل والأهل والرسلا.


أما القصيدة الثانية للقاضي سكيرج في الرسول الأكرم صلى الله على روحه وسلم :
هلم هلم اسلك على المسلك السهل

إلى درك كل السؤل والحمد والوصل
ودع كل لهوٍ واسأل الله دائما

مرامك واسأل المكارم للأهلِ
وداوم على مدح الرسول وآله

وسله وصولاً مدركاً سائر السُّؤْلِ
لعمرك ما لله إلا محمد موصل

أهل الوصل والسرّ كالرسل
وأهل الهدى لولاه ما لهم سرى

على كل حال ما أمدٍ إلى الكل
أمد لهم إمداد سر سرى لهم

وعم سواهم سره ولهم مسل
وهل هو إلا الأصل للسر والهدى

لدى كل مرء والمدار على الأصل
علا لمعال ما سواه لها علا

وأولاه مولاه كمالا مع العدل
حوى وحده كل المحامد حامدا

لمولاه ما أولاه سرا مع الوصل

على سرِّه صلّى الإله مسرمدا

وصل على آل له وعلى الأهل.

والقصيدة الثالثة للقاضي سيدي أحمد سكيرج في الأمداح وهي قصيدة كسابقتيها في مدح الرسول الأمجد أبي القاسم محمد (ص)، يقول فيها:
على صراط السلامه اسلك لدرك الكرامه
واصعد مصاعد سعد إلى محل الإمامه
وصل وواصل ودادًا واكرع كؤوس المدامه
وسل رسول إلهٍ أعطاه دوماً مرامه
أعلى علاه وأولى عداه كلا ملامه
كل امرئ ورسول وراه وهو إمامه
له كمال علوٍ على سواه علامه
الله أولاه أولى سلامه وسلامه.
___________
مقتبس من كتابنا: معجم شعراء المهمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى