لقد غرق بيتك في البحر!

أحلام بشارات | فلسطين

منذ أن صار لي بيت

سكنني الخوف

من أن أعود إليه في يوم فأجده غارقا

في دمه أو في الماء

 

ليس لدي بركة سباحة

ولم أربِّ قاتلا

وبيتي لا يطل على النهر

وليس بالقرب منا غابة وليس في الغابة بحيرة وليس في البحيرة ضفادع, لكن الأصوات تسبح في رأسي

 

أغلق الحنفيات جيدا

أضغط على المكابس بإحكام

ألف البيت بالأغطية

 

أعود لألقي عليه نظرة الاطمئنان;

حسنا, لا تلعب بالماء

 

لا تملأ الكوب حتى الحواف

لا تشرب كثيرا لتبول

لا تقف على النافذة فتسقط في البئر

لا تتسلل إلى البلكونة

فتسقط في أحواض الزرع

لا تخرج عاريا فتمرض

 

أفكر أحيانا أن أوظف مراقبا لبيتي

يحميه من الغرق!

 

كلما رنَّ هاتفي

ظننت أنه هو, المراقب:

لقد غرق.

غرق بيتك في البحر!

 

كيف تركته يذهب إلى هناك؟

سأطردك

سأطردك من رأسي

سأستقيل من عملي

سأبقى في البيت

محاطة بالشلالات, بالأنهار. بالبحيرات. بالغابات. بالضفادع، بأصص الزرع

والمخاوف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى