المهم العدد
د. إلهام الدسوقي | خبير السلوك المهني
بالرغم من مشاغلي الكثير، فلا اتوقف عن حضور المنتديات والاجتماعات والمؤتمرات العلمية والادبية بغرض المعرفة والاحتكاك بالمجتمع والتعرف على أحدث الموضوعات والتطورات
واليوم استيقظت لأجد ما اسعدني فقد ارسلت إحدى الصديقات إعلان لندوة وبدا من الإعلان الأهمية القصوى للموضوع فهو موضوع الساعة ويتسابق البشر عليه كما التسابق على جني المال.
وكان الأهم من بين عشرات الإعلانات التي تصل ولا اهتم بمغزاها لسوء اختيارها لما تقدم من موضوعات لا تنتمي لما يعانى منه المجتمع وتبعد كل البعد عن العقلية والواقعية
أما هذه المرة وجدت ضالتي وتهللت اساريري فسوف أضيف إلى معلوماتي ما يجعل خبراتي أعلى ويساعد على التعامل في عالم متسارع يميل إلى التغير اليومي فبحثي عن المعلومات لا ينتهي واقترابي من الخبراء في كل مجال لأستفيد من أحدث التطورات جل اهتمامي.
وتوقعت مع هذا الكم من الدعاية وروعة التقديم أن يحاضرنا الخبير المتخصص في المجال، ومع النظرة الثانية للإعلان حدثت الصدمة والتي اتلقاها مع كل ندوة تصلني بأن المحاضر تم اختياره على أساس درجة العلاقة الشخصية ليست درجة المعرفة العلمية فكيف يتحدث في الاقتصاد صاحب الدكتوراه الفخرية من جمعية الأموات الخيرية لجهوده المضنية في الظهور المكثف في وسائل الإعلام وكيف يقوم بالنقض والتفنيد من عمل طول عمره في الجراحة.
ومع صدمتي الشديدة ارسلت لصديقتي مستغربة: أين عقلك فيمن اخترت.
فكان الرد : هو المشهور ذو الصيت الذي يهفو الناس لسماع صوته
وماذا عن محتوى الكلام سيدتي العدد ؟
اي كلام الا السياسة والدين صديقتي المهم العدد ونلم الناس.
سكت لساني ولم يستطع التعليق وقررت الحضور لاتبع جموع القطيع
والتزمت بموعد، فلم أجد من الحضور الا عدد أصابع اليد الواحدة وكلهم من الأصدقاء الحاضرين لدعم المعلنة المسكينة ولإثبات أهمية الحدث وجلست لاستمع فلم أجد الا كلام العامة يتردد في الطرقات وعلى المنصات فانصرفت سريعا احتراما للوقت وتقديس للمحاسبة عليه
اما صديقتي المعلنة فقد ارسلت تسأل عن ما استفدته من الندوة فكان الرد : المهم العدد ٥