مذهب

فاطمة الحسن | سوريا

قال لها : تمذهبي بأيّ لون
احملي إن شئت زقزقة العصافير ..
كوثري الغدران أو عودي
إلى زمن يشتهيه الحالمون
أو اتّبعي إن أردت سنّة الأولين
تزمّلي ..البسي حداد الزمن
تمردي ..اجنحي ..أو اصدعي لما تُؤمرين
كوني كما الشوارع المشتهاة ..نغم الحُسن
في ثوب التقيّة واليقين
أو كعّبي الزمن ..دغدغي حسّ المواسم
كوني ثورة الحبّ في عيون الجائعين
فقلت :
هذى العاشق وهو يكوكب القمر
الذي يأفل ..
يرقطوننا ..أو يرجموننا ..
لا نصل طيب هاهنا ليضُحك السكين
لا أرخبيل منزّه تستريح عليه
أغاني الروح لا قطّع أنفس مورّدة
لا نواميس تقضّ صدور العاشقين
لا أفئدة لترى السُهد
لا أجنحة تهدهد الظآمئين
آدميين نحن إن أردت
أدر خفاف الوقت ..
وانظرنا إلى حين ..
بعضنا رؤى تجاوز آلاء التكوين
وبعضنا مازال يحمل شارة
الحبّ يقطف من رؤوس
الزهر دنيا ..
الحلم الباهل لا ينمو على أضغاثه
و لا ليل يبقى ليشدّ أمراسه
الفجر مقاربة كُبرى ..
توثب ..نغم ..ترياق ..ألم ..أنين
فكن ما تشاء أيّها الحزين
لي سحاب الأرض التي يعمّرها
الغمام ..والدجى
ولي طيب الكؤؤس التي يُعمّدها
شوق الناسكين ..ورجع الهدى
ولي كما يعيش الحاضرون
على الذواكر البيضاء
تُسجى أوابدنا
هناك خلف الروح تُكتب سِيرُ الراحلين