العرب، واليهود، عند غوستاف لوبون
توفيق أبو شومر | فلسطين
ظللتُ طوال سنوات عديدة مُغرما بإثارة ومناقشة كثيرٍ من الكُتُب التي تُشيد بحضارة العرب، مثل كتاب، شمس العرب تسطع على الغرب، لزغريد هونكه، والديوان الشرقي للشاعر والفيلسوف الألماني الكبير، غوته، فهو القائل:
مَنْ لم يولَّ وجهَهُ نحو الشرق، لا يستحق الحياة”
غير أن ولعي الأكبر كان لكتاب (سيكلوجياالجماهير)، وكتاب(حضارة العرب)!
الكتابان للفيلسوف والمفكر الفرنسي، غوستاف لوبون، المتوفى 1931 .
غوستاف لوبون جاب العالم العربي والإسلامي في منتصف القرن التاسع عشر، وكتب الأفكار التالية:
“العربُ والمسلمون هم رسل الحضارة إلى أوروبا”
” الحضارة العربية هي التي غيَّرت حضارة الغرب، من التوحُّش إلى التحضُّر”
” العرب هم معلمو الحضارة لكل أوروبا”
” العرب علموا المسيحيين روح التسامح، والتسامح، أسمى ميزات الإنسان”
وفي الوقت نفسِه شنَّ الفيلسوف نقدا جارحا على الجنس اليهودي كله، لذا فإنه لا يحظى باحترام في الوسط الأكاديمي في إسرائيل، وانتقد اليهود بنقدٍ يُشبِه النقدَ الموجَّه للعرب والمسلمين اليوم!!
ومما قاله عن اليهود:
“”اليهودُ قومٌ من الكسالى، هم بدويون، يعودون إلى الخيال عندما يضعفون، هم يعيشون طور البدائية، لم يتمكنوا من اقتباس الحضارة من الأمم المتقدمة”
وضع المفكرُ، غوستاف لوبون، تلك الأفكار، ولم يُطبِّقْ عليها نظرياته في كتاب، سيكلوجيا الجماهير، وهو من أشهر كتب علم النفس الجمعي، وفي كتابه الشعارات التالية:
“الجماهير مجنونةُ بطبيعتهم، ويبدو جنونهم، تارةً وهم يصفقون إعجابا، وطورا، وهم ينقضُّون على معارضيهم، يقتلونهم، بدون وعي!”
“تُغيِّرُ الجماهيرُ أفكارَها، كما تُغيِّر ملابسها”
” الجمهور ليس مؤهلا للتفكير والعقل، بل مستعدٌ للعمل الفعلي، فمن أفدح أخطاء القائد، محاولتُه إقناع الجماهير عقليا،”
” إن أساسَ حكم القائد، هي معرفتُه بنفسية الجماهير، ولكي تقنع الجماهير، يجب أن تفهم عاطفتَهم، وأن تَدَّعي أنك تماثِلُهم في الاعتقاد، وإذا أردتُ تغيير هذه النفسية، فاستعمل العاطفة، لا العقل، أي بالشعارات البرَّاقة، والأقوال المثيرة”
ومن أبرز شعارات الكتاب، ما أشار إليه عند حديثه عن المثقفين والمبدعين، قال:
” عندما ينضوي المبدعون تحت لواء الجماهير، فإن الشخصية الجماعية تُهيمن على الإبداع الفردي!!!”
” يتخلَّى المبدعُ والمفكرُ ، عندما يصبح بين الجماهير، عن تحضرِه ووعيه”!!!
هل أخطأ غوستاف لوبون، أم أصابَ، وفي أي مجالٍ؟