المطران عطا الله حنا: بعد خطيئة أوسلو يجب ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي
القدس | وكالات
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه وبعد مرور 29 عاما على اتفاقية اوسلو المشؤومة يحق لنا ان نتسائل كفلسطينيين الى اين اوصلتنا هذه الاتفاقية؟! فخلال السنوات المنصرمة اشتدت حدة السياسات الاحتلالية العنصرية وسرقة الأراضي وبناء المستوطنات واقامة الجدران العنصرية،ناهيك عن الاعتقالات والاغتيالات وغيرها من السياسات التعسفية التي عانى منها شعبنا الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس .
اعتقد بأن اوسلوا كانت مؤامرة على الشعب الفلسطيني وانا هنا لست بصدد تخوين احد من الشخصيات القيادية الفلسطينية فهذا ليس هو دورنا ونحن ليس مطلوبا منا ان نخون احد او ان نعطي شهادات حسن سلوك لاحد ، ولكن بات الصغير قبل الكبير يدرك بأن اوسلو هي عبارة عن مخطط احتلالي ارادوا من خلاله تصفية القضية والامعان في التآمر عليها وخاصة على مدينة القدس .
ما هو مطلوب من الفلسطينيين اليوم هو الاعتراف بهذه الحقائق والغاء اتفاقية اوسلو التي اصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني.
ما هو مطلوب منا هو ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ويجب ان يساهم في هذا كل الفلسطينيين بكل احزابهم وفصائلهم دون استثناء احد واتمنى ان يبتعد السياسيون الفلسطينيون عن لغة التشهير والتخوين والتي تكرس الانقسامات وتؤججها ولا تساهم اطلاقا في ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.
اوسلو كانت كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني واتذكر ما قاله لي الشهيد ابو عمار قبل ان يذهب الى فرنسا للعلاج وايام معدودات قبل استشهاده ” ارضينا بالهم والهم ما رضي فينا ” .
الفلسطينيون اليوم وبغالبيتهم الساحقة باتوا واعين لما يمرون به ولما تتعرض له القضية الفلسطينية من تحديات ومؤامرات ومشاريع هادفة لتصفيتها .
اقول لابناء شعبي الفلسطيني لا اوسلو ولا غيرها من المؤامرات هي قادرة على تصفية القضية الفلسطينية وليس من العيب ان يعترف من ارتكبوا هذا الخطأ بخطأهم التاريخي وان يصححوا هذه الاعوجاجات فقد كانت خطأ تاريخيا يبدو انه فرض على الفلسطينيين فرضا في ظروف معينة وانا لست بمحلل سياسي لكي اتحدث عن هذه الظروف فهذا نتركه للمختصين ولكن ما يجب ان نعرفه هو ان الفلسطينيين جميعا باتوا مدركين ان اوسلو انتهت ويجب ان تكون هنالك مرحلة جديدة فيها الاصلاح والخير وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وانهاء الانقسامات كما وغيرها من المقومات التي نحتاجها كشعب من اجل الصمود والثبات في هذه الارض والدفاع عن القدس والتي نعتبرها عاصمتنا وهذا ليس شعارا نتغنى به بل هو واقع متمسكون به كفلسطينيين وهو ان القدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا .