رفض كل أشكال الاحتلال والتمسك بالحقوق الفلسطينية
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
القضية الفلسطينية تفرض نفسها من جديد وتحتل مكانتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي مختلف المحافل الدولية بتضحيات الشعب الفلسطيني وعطاءه وكفاحه العادل لنيل الحرية والاستقلال والتفافه خلف قيادته فمنذ طرح القضية الفلسطينية على جدول أعمال الجمعية العامة صدرت عشرات القرارات والتي تؤكد عدالة القضية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني والتي يجب على الشرعية الدولية تطبيقها والعمل بها لتكون هي المرجعية والحكم الفاصل في مختلف القضايا الخلافية المطروحة ووضع حد لاستمرار الاحتلال الاسرائيلي ومتاجرته بالمعاناة الفلسطينية .
الفرصة الان مواتية تماما امام المجتمع الدولي من اجل العمل على رعاية مفاوضات جادة تثمر على ايجاد حلول سلمية للقضية الفلسطينية وإنصاف الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه والتطبيق العملي بكل شجاعة لحل الدولتين الذي يعترف بالحقوق الفلسطينية والمطلوب من المؤسسات الدولية عدم استمرار الصمت ومواصلة السكوت عن جرائم الاحتلال المستمرة والتي ستؤدى في النهاية الى الانفجار الشامل في الاراضي الفلسطينية المحتلة كون أن الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية نفذ صبرهم وملوا من الاجتماعات والقرارات التي تصدر من دون تنفيذ ولكن سيأتي اليوم ليصبو الشعب الفلسطيني إلى الحرية وعلى العالم أن يستمع جيدا لتلك المستجدات والمتغيرات السياسية الفلسطينية كونها تحمل رسالة حقيقية من اجل السلام .
المتتبع لمحتوى الرسالة والمضمون لخطابات القادة العرب يلاحظ أن رسالتهم طالبت بضرورة التحرك العاجل من اجل انقاذ حل الدولتين وضرورة ايجاد افاق سياسية لتحقيق السلام العادل وهذا الامر يعكس اهمية العمل على المستوى الدولي من اجل انهاء الاحتلال ووضع حد لتلك الممارسات القائمة في الاراضي المحتلة والتي تصفها اغلب التقارير الدولية بأنها ممارسات عنصرية وقمعية ولذلك يجب على الامم المتحدة العمل اولا على توفير الحماية للشعب الفلسطيني والاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية ومنحها كامل العضوية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني .
لا يمكن استمرار سياسة الكذب والمراوغة وتجاهل الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني وإن الخيارات ستكون مفتوحة اذا بقي الاحتلال جاثما فوق الاراضي الفلسطينية واستمرت ممارساته القمعية الى ما لا نهاية ولا بد من التحرك الدولي الشامل ووضع حدا لأكاذيب الاحتلال ورفض الجرائم الإسرائيلية المتتالية من الاستيلاء على الأراضي والبناء الاستعماري والاستيطاني وعمليات القتل وانتهاك المقدسات ومحاولات التهويد في مدينة القدس والفصل العنصري الذي تمارسه سلطات الحكم العسكري الاسرائيلي .
المرحلة الراهنة التي يتعايش معها الشعب الفلسطيني وطبيعة المواقف الدولية من القضية الفلسطينية باتت تطلب من جميع الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني ان يكون الجميع في داخل الوطن وأماكن الشتات على مستوى الحدث والعمل على رفض الاحتلال كون ان الموقف الفلسطيني بات واضحا ويتلخص برفض الالتزام احادي الجانب بالاتفاقيات فيما سلطات الاحتلال تتنصل منها وتتمسك بما يكفل تحقيق مصالحها التي تتعارض والمصلحة الوطنية الفلسطينية العليا كون ان الاحتلال يستفيد من حالة الانقسام الفلسطيني القائمة، ولذلك يجب العمل على تدعيم كل اشكال الوحدة الوطنية وتجسيد الشراكة الحقيقية في بناء المؤسسات الفلسطينية المتكاملة ورفض كل اشكال الاحتلال والتمسك بالحقوق الفلسطينية المشروعة لضمان تحقيق سلام قائم على العدل والقانون الدولي .
حان الوقت للعمل على إنهاء الاحتلال والمأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ولا يمكن التعاطي مع مواقف الحكومات الإسرائيلية المتتالية العنصرية وضعف وعجز إرادة المجتمع الدولي أمام سياسات الاحتلال وجرائمها في الاراضي الفلسطينية المحتلة .