د. خضر محجز | فلسطين
«اسْتَحَىٰ» و«اسْتَحْيَىٰ» بمعنى واحد، هو: الاستبقاء.
فمن «اسْتَحَىٰ»: يَسْتَحِي، فهو مُسْتَحٍ.
ومن «اسْتَحْيَىٰ»: يَسْتَحْيِي، فهو مُسْتَحْيٍ.
فالمُسْتَحِي أو المُسْتَحْيِي يستبقي في وجهه بقيةَ حياةٍ تمنعه من بذل بقية كرامته. في إشارة إلى أنَّ في ذهاب الكرامة موتَ الوجه، الذي هو أشرف ما في الإنسان.
قال في الصحاح: “قال أبو الحسن الأخفش: اسْتَحىٰ بياء واحدة: لغة تميم. وبياءَين لغةُ أهل الحجاز، وهو الأصل. وقوله تعالى: ﴿ويَسْتَحيونَ نساءكم﴾ وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً﴾ أي: لا يستبقي”. انتهى.
قلت: يقصد الجوهري ـ رحمه الله ـ بقوله: «لا يستبقي»: لا يستبقي الله مثلاً دون ذكره خشية أن تروه ضئيلاً.
ولم يرد يَسْتَحِي بياء واحدة في القرآن، بل بياءين كل مرة. وهذه هي الآيات:
1: ﴿يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴾ (البقرة/49)
2: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً﴾ (البقرة/26)
3: ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴾ (الأعراف/141)
4: ﴿وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ﴾ (إبراهيم/6)
5: ﴿يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ﴾ (القصص/4)
6: ﴿إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ (الأحزاب/53)
ولكن جاء يَسْتَحِي بياء واحدة في جامع الترمذي ـ وصححه الألباني ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ حَيِىٌّ كريمٌ، يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ”.
