سرعان مايكذِّب القناع صاحبه
سمير حماد | سوريا
يُروى أن حمارا وجد ذات يوم جلد نمر، كان بعض الصيّادين قد تركوه في العراء حتى يجفّ. فقام الحمار بارتدائه ومضى باتجاه قريته. وكان كلّ من يراه، يفرّ هاربا من طريقه سواءً أكان إنسانا أم حيوانا. فهم ظنوا انه نمر حقيقي، وقد شعر الحمار في ذلك اليوم المشهود بالكثير من الفخر والاعتزاز .
وفي غمرة سروره وابتهاجه، نسي نفسه ورفع صوته بالنهيق فجأة، وعندها عرف الجميع حقيقته.
توجّه إليه صاحبه على عجل وألهب ظهره بالسياط عقابا له على الفوضى التي أحدثها والذعر الذي بثّه في قلوب الأهالي. وبعد ذلك اقترب منه ثعلب وقال له وهو يبتسم: لقد عرفتك من صوتك!
انت لست أكثر من حمار .
والعبرة في الحكاية هي أن القناع قد يخفي شخصية صاحبه، لكن سرعان ما تشي به كلماته ويفضحه منطقه، ومواقفه.
كم من البشر يرتدون أقنعة كي يخفوا حقيقتهم، لكنهم من الاختبار الأول يقعون في فخ الفضيحة، ويُكتشف أمرهم، وتفضح أدوارهم.