مستويات الوجود الإنساني في ملتقى ميسان الثقافي
حيدر الحجاج | العراق
استضاف ملتقى ميسان الثقافي في جلساته النوعية والمتفردة والتي لم تقف عند بوابة الأدب باجناسه المعروفة لدى المثقف العربي على حد سواء. بل انبرى في فعالياته المائزة ووضع بصمة جديدة تنفتح على بوابة التنمية البشرية بآفاقها ذات المتعة والجمال ليستضيف الأستاذ الدكتور زامل العريبي خبير التنمية البشرية الدولي وذلك في قاعة مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية لإلقاء محاضرته الموسومة “مستويات الوجود الإنساني” وبحضور فاعل من النخب الثقافية بمستوياتها العالية وقدّم الجلسة الناقد والشاعر علي سعدون مستهلا الجلسة إل بأن المثقفين ذرفوا نصف أعمارهم على أن الأدب هو المتمثل بالفعاليات الثقافية والتي تعودنا على استهلاكها كالشعر والقصة والرواية والنقد متناسين ان الثقافة بمفهومها العام هي أشمل وأوسع ، وإن الثقافة والأفق الثقافي الواسع لايمكن حصره بالأدب ومعرجا على أن الثقافة هي مجموع العادات والتقاليد والطقوس والاديان وكل ما ينفتح على سلوك الانسان ويحاكي ذلك السلوك وان نتحدث عن التنمية البشرية هي هذه الثقافة مشيرا إلى ان التحول ينطلق في انساق الثقافة العربية بعدها استدرك الدكتور زامل العريبي في محاضرته القيمة عن مستويات الوجود الإنساني عبر مستويات تدرجت منذ بدء الخليقة ليومنا هذا متناولا أهمية الوعي للإنسان بطبقاته التي تطورت عبر الازمنة مشيرا إلى القيم التي كان لها الدور الفاعل في خلق المجتمعات والرقي بها عبر رحلة الإنسان والعودة إلى الروح ومناجاتها وتلاقح الأفكار والمعايير التي سارت بها المجتمعات الإنسانية برمتها عبر امتداد الزمن وكذلك عرج عن بداية عصر الخلافات من المذاهب والأديان والأنظمة التي انطلقت إليها المجتمعات عبر الخطط الخمسية والعشرية كنافذة للانفتاح الفكري ومساره المتقدم كما أكد العريبي على الممارسات التي تحمي المجتمع والتي عادة ما تنطلق من القيم والعادات الراسخة منوها إلى أن تلك القيم بنبلها هي التي تسمو بالفرد والمجتمع كخط بياني متصاعد لرفاهية الشعوب وقياداتها والتي تعمل على ذلك الفعل القيم لترتقي بمكانة الإنسان وأبعاده عن مهيمنات الجريمة التي تضر السلوك والقيم الرفيعة كما شملت المحاضرة أبواب عديدة لها سماتها الواضحة في الطرح لماكنة الوعي ومستويات الوجود الإنساني عبر تقادم الأزمنة وكيفية الحفاظ على المثل والقيم التي تزدهر بالمجتمعات وفي ختام المحاضرة فُتح باب المداخلات للحاضرين والتي تكللت بطروحات ناجعة وذات صلة لتكتمل جماليتها بأفكار الحاضرين التي تناغمت مع ما طرح في المحاضرة وآفاقها الواسعة ذات المغزى الفاعل وتأصيلها في روح المجتمع. وقدم السنيارست والروائي الأستاذ ضاري الغضبان درع ملتقى ميسان الثقافي للدكتور زامل العريبي .