لَسْتَ لِي

شعر: سميرة فرجي| المغرب

يا من نقشتَ هواكَ في قلبي الخلي
وتركتني بلهيب سرِّك أصطلِـــــي

///
العـيـنُ تـشـهــدُ والجـوارحُ أنّنِـــي
حُمِّلـتُ أشْـوَاقـًا تفــوقُ تحمّلِـــي

///
وَوَدِدْتُ لوْ أني هَـجَـرْتُ منازلـــي
وجعلتُ مِنْ عينيك آخر منزلِــــي

///
وَوَدِدْتُ لو أحـيــا بِوَصْلِكَ لحظــة
وأعيشُ عن باقي العباد بمعـزلِ

///
وَوَدِدْتُ لو حاصرتَ عمري كُلّــهُ
وغدوتَ سَجَّانِي وقلبُك مَعْقِلِي

///
وَوَدِدْتُ لو كل المباهــج حُرِّمَـــتْ
وتكونُ بين الخَلْقِ أنت مُحَلّلِـــي

///
يا من تعذبني وتغـــرق ناظــــري
في خَطـْوِكَ المُتَعَطفِ المتمهـــلِ

///
إِنْ كُنتَ آثرْتَ التجـاهـلَ والجَفــــا
بِتَـــدَلّلٍ فيـــك استبــاح تَذَلّلِـــي

///
وتَــــرَدَّدَ اسمانَـــا بألْسُـنِ عُــذّلٍ
في قِصَّةٍ فاقَــتْ حدودَ تَخَيّلِــــي

///
فَعَــزَائِـــــيَ الأبَــدِيّ أَنْ يَتَلاقَيَــا
مُتَعَانِـقَـيْـنِ على شِفَـــاهِ العُـذلِ

///
أنْتَ الذي لَوْ شِئْتَ أسْقَى كَوْثـَـرًا
أَوْ شِئْتَ أُسْقَى مِنْ شَرَابِ الحَنْظَلِ

///
وَحُسَـامُ حُـبِّــكَ لا يُغَــادِرُ غِمْـــدَهُ
آهٍ فَكيــفَ أصابني في المقْـتَــلِ؟!

///
تَغْــزُو بلا غَــزْوٍ وتَطعنُ دونمـــا
طعنٍ وتكسِرُ كِبْرَ قلبي الأعـزلِ

///
مـاذا جرى حتى أُلاحِقَ راهبــًا
وأعيـشَ بين قيـوده وتوسُّـلِـي؟!

///
مُذْ لاح طيفُكَ سَاطعا في عالمي
وَرَأتْ عُيُوني في عُيُونِكَ موئلِـــي

///
وأنـــا أحَــاوِلُ أنْ أوَارِيَ زَحْـفَـــهُ
بِسِتَارِ نِسْيَــانٍ وَوَهْـــمِ تَعَقّـــلِ

///
فَيَعُــود مُـخْـتَـالاً بِسِحْـرِ وَمِيـضِــهِ
كَالبَدْرِ يَحْجُبُهُ السَّحَابُ فَيَنْجَلِـــي

///
لا شيْءَ أقسَى مِنْ مُكَابَدَةِ امْرِئٍ
يرْجُـو الوِصَالَ بِذِلّـــةٍ وَتَسَــــــوّلِ

///
هَذِي جُفُونِي لمْ تذقْ طعمَ الكَرَى
والسّهْـــدُ كحَّلَهَـــا بدون تَكَحّــــلِ

///
وتناثـرتْ أشْــلاءُ عُمْــرِي كُلّهَـــــا
مِنْ بَعْدِ مَا أضْحَى جَفَاكَ مُزَلْزِلِي

///
لا الكُحْلُ أيْقَظَ فيكَ خطوًا وَاحِــدًا
نَحْوِي ولا أغراكَ بعضُ تَجَمّلِـــي

///
حتى عُطوري ما طرِبتَ لنفحهـــا
أو أبْصَرَتْ عيناكَ ثوبي المخملِي

///
كم مِنْ سبيلٍ في هَواكَ طرقتُــهُ
لَكِنّمَا شــــرع الهوى لـم يَعْــدِلِ

///
فاذهـبْ وَدَعْنِي أحْتَرِقْ بِصَبَابَتِي
فَلَقَدْ عَرَفتُ الآنَ أنّكَ لسْتَ لِــي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى