فكر

قراءة سوسيولوجية أولية لمعاييرِ الذكورة والأنوثة

بِقلم: عماد خالد رحمة ـ برلين

      تختلفُ مَعاييرَ الرُجولَةِ أو الذُكورَةِ باختلافِ الثقافاتِ والمعارفَ والعلوم الإجتماعيّةِ والإنسانيّةِ، والفتراتُ التاريخيّة المُتعاقِبة، والتي تشتملُ على قائمةٍ تقليديةٍ للسِّماتِ والصِّفاتِ الذُكوريّة في المُجتمع، كلّ منَ الشجاعَةِ والقوّة، والقيادَةِ والاستقلالية، والاعِتِداد بالنَفس. وهي مَجموعَة منَ السُلوكِيَّاتِ والصِفاتِ والأدوارِ المُرتَبِطَة بالفتيانِ والرجَالِ على حدِّ سَواء، حيثُ تُعتَبرُ بشكلٍ عام بُنيةً اجتماعيةً، مع أنَّ بعض الدراساتِ والأبحاثِ أشارت إلى الطبيعةِ البيولوجيِّةِ لبعضِ الصِّفاتِ والسلوكيَّاتِ الذُكوريَّةِ ،فقد تمَّ اعتبار الأدوارِ والصِّفاتِ الذكوريَّة ملائمةً ونموذجيّة لكلٍ مِنَ الفتيانِ والرجالِ مَعاً. مِن هُنا اكتسَبَت العديدُ مِنَ الدراساتِ والأبحاث الأكَّاديميَة المُتمَحوِرَة حَولَ الذُكورةِ اهتماماً كبيراً في نِهايةِ القِرن الماضي، تِلكَ الدِراساتِ والأبحاث أدَّت إلى تزايُد التقاطُعاتِ بَينَ الذُكورةِ ومفاهيمَ وآراءَ عَديدةً في مجالاتٍ مُختلفةٍ ومُتنوِّعة، مثلَ البُنيةِ، والتركيبةِ الاجتماعيَّةِ للاختِلاف الجَنْدَرَي، وهوَ مَفهومٌ سائِدٌ في العديدِ مِنَ النظرياتِ الاجتماعيِّة والفلسفيِّةِ. فقد اعتقدت بَعضُ النِساءِ المُشتَغِلاتِ بالفلسَفةِ أنَّ الغموضَ الجَندَري قادِرٌ وبقوّةٍ على طَمسِ التَصنيفِ الجَندَري لاعتِقادَهُنَّ أنَّ السِّمات والسلوكياتِ الذكوريّة لا تَقتصِرُ على الذُكور وحَسب، بل يُمكِن أنْ نَجِد بَعضُ الخصائصَ الذُكوريَّة عندَ النساءِ حيثُ يُسمَّى مَنْ يّمتلِك خّصائِص ذكوريّة وأنثويّة بـ (الزنمردة). فقد رَأت الأستاذة ريوين كونيل الأستاذة في جامعة سيدني المتخصصة في السوسيولوجيا والتربية ودراسات الجندر والعلوم الاجتماعية، ضرورة مناقشة (الذكوريات) وليس (الذُكورة) نظراً لاختلاف المفهوم باختلاف الفترات التاريخية والثقافية ،ونظراً أيضاً لاختلاف هذا المفهوم باختلاف الزمان والمكان. فمعظم دراسات الذكورة Masculinity studies يتم تحديد خصوصية لتلك المفاهيم والتعريفات، فالمصطلح الإنكليزي يؤكِّد أنَ الذكورة masculinity تعبير دقيق عن الجندر، بمعنى الدور الاجتماعي المرتبط بالثقافة والمعرفة، والنوع والطبقة الاجتماعية ، في مقابلة الحديث عن مصطلح الـ sex، أي النوع المرتبط بالأنطولوجيا Ontologyأي بالجنس بمعنى الكينونة والوجود، أو تجريد الوجود، أي النموذج الذكوري هو masculine role model والذكورة المسيطرة هي hegemonicmasculinity والذُكورة المسمومةtoxic masculinity، وضمن دراسات الذكورة Masculinity studies يعبر مصطلح الذكورة المهيمنةhegemonic masculinity وهي نمط سائد من السلوك تندرج تحته للممارسات الذكورية الجندرية، والتي تتضمَّن نموذج الديفولت default الذي يتم تطبيعه (normalized) والتي تَرتَبِطُ بِعُنفٍ خَفي الذي تعزِّزه الهيئاتُ التَربويّةُ والتعليميةُ والمؤسَّساتِ الثقافيَّةِ والإعلاميّةِ وغَيرَها، وهي تشكَّل جُزءاً هَامَّاً وكبيراً مِنَ خِطاب البَطريكية (الأبويَّة) الذي يَطبِّع العُنف، ويَخلِقَ حَالة الــ (ديفولت مان Default man ) أي (الرَجُل المتخلِّف) أو (الرَجُل المُقصِّر) الذي يتمُّ تطبيعَهُ (normalized) وهو الأبُ، والأخُ، والزَوجُ، والعَمُّ، والخَالُ والمُدرّس والمدرِّبَ، والمُرَبّي الذي يَنتَمي للطَبقةِ الوسْطى، والذي يَتَمثَّل خِطاب البَطريَركيِّة (الأبوي) بِعثنفِهِ المُطبَّع. وهو نموذجٌ للرُجولَةِ السَّامّة. فَقَد بَيَّنَ (غرايسون بيري Grayson Perry) ثلاثةَ مَعاييرَ أساسيَّةَ لِدِراسَةِ الذُكورَةِ: القوَّةِ، والأداءِ، والعُنفِ. فهو يوضِحُ بِهذا المَعنى الرَجُل Default man وهو الرَجُل مُغايرَ الجِنس الذي يَنتمي لِلطَّبقَةِ الاجتماعيَّةِ الوسطى ويمثل النموذج المهيمن للأكثرية ودينها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها. هذا الرجل Default manيمثّل الحياد في مقارنته مع الهويات الجندرية الأخرى للأقليات ممن يتم إقصاؤهم من معايير الرجولة المهيمنة ،أو المثليين . هذا الرجل يتمتع بالقوة الجسدية، ليس لما يمتلكه من إمكانيات أو قدرات، أو لإنجازاته الملحوظة، بل لما يمثّله من مَعايير الذُكورَةِ المُسيّطرة. يُمارِسُ الـ (ديفولت مان Default man ) دَورَهُ من خلالِ تمثّل مَعايير الذُكورَةِ التي تَتجلَّى بِلِبَاس وأسلوبِ حياةٍ مُعيَّن يضَعهُ في خانة الـ default. يوضح غرايسون بيري Grayson Perry وُجود حَالة نوستَالوجيا رُجوليِّة لِهَذهِ الفِئة، فَعلى عَكسِ النَسْويين الذينَ يَنظُرونَ إلى الأمامِ دائماً طامحينَ للتَّبديلِ والتَطويرِ والتَغيير، نَرَى هَذِهِ الفئةَ تَبحثُ عن ماضٍ مِنَ البُطولاتِ والانجازاتِ الوَهميّةِ تشعرُ باستلابِهِ مِنها.
في المُقابلِ نَلحظُ ما يُطلَقُ عًليهِ العَطَشَ إلى (القوَّةِ) أو (القوِّةِ المُفرِطَةِ) والسَّعي المُتزايدِ مِن أجلِ امتِلاكِها، وهوَ تَعبيرٌ صَريحٌ عن مَرَضٍ ذُكوريِّ. حَسبَ ما قرَّرهُ العَديد مِنَ الخُبراءِ المُتَخصِّصين. حيثُ أنَّ الذُكور هُم الذينَ يخطِّطونَ للحَربِ، وهُم الذينَ يَشُنُّونَها، وهُم أي الذُكورالذينَ أنشأوا (المُؤسَّسة العَسكَريّة) ،ومراكزَ قِياداتِ الأركانِ، ومَراكزَ التدريبِ، والثكنات العَسكَريّة، ورَسَموا الخُطَطَ الحَربيَّة، وصَنعوا قَدَرَ المُجتَمَع بِمَرَضِ التراتُبيِّةِ مِن خِلال نَظَريّة الهَيمَنةِ الاجتِماعيَّة بَينَ الجَماعاتِ التي تُركِّز على بَقاءِ واستقرار التَسَلسُل التَراتُبي الهَرَمي الاجتِماعي (الهِيراركيHierarchy)، وهذا ما أشارَ لهُ الفَيلسوف والكاتِب الفرَنسي رُوجيه غارودي في كِتابِهِ الهَام (نُهوض وارتقاء المَرأة)، وكِتاب: (كَيفَ أصبَحَ الإنسانُ إنساناً)، والذُكور هُم الذينَ يَقْتلونَ ويُقتَلونْ في المَعارِك الطّاحِنَة .
لقد تمَّ الحديثُ مطوَّلاً حولَ محافَظةِ الذُكورَةِ على التفاوتات القائِمة على أساس الجَماعات، مِن خِلالِ مَنهَج وسُلوكيّات رَئيسيّة بَينَ الجَماعاتِ البَشَريَةِ، وهوَ التَمييز الفَردي المُجَمَّع، والتمييز المؤسَّسي، وعَدَم التماثل السُلوكي. فقد تشكَّلت تلكَ الرؤى الخاصَّة بِنَظريّة الهيمَنَةِ الاجتماعيّةِ عامَ 1999م مِن قِبَل الباحِثَين في عِلم النَفس (فيليشيا براتو)، و(جيم سيدانيوس) الَّلذانِ أكّدا على مَيل بَعضُ الجماعاتِ البَشريَّة |إلى التنظيم وفقاً للتدرج والتسلسل الهَرَمي الاجتماعي وهو قائِمٌ على أساسِ الجَماعاتِ البَشريّة، داخلَ المُجتمعاتِ التي لَديهَا فائِضٌ اقتصاديٌ كَبيرٌ. تِلكَ المُجتَمعاتِ تَمَتلكُ (الهيراركِيَّاتِ Hierarchy)، أي التدرّجاتِ الهَرَميَّة المُتَسَلسِلة، وهي بُنية ثُلاثيّةِ التَكوينِ والتَشكّلِ، وهذا يَعني بوضوحٍ أنَّ تِلكَ الــ (هِيراركيَّات) تَقومُ أوَّلاً على كِبارِ السِّن الذينَ يَتَمتَّعونَ بِسُلطَةٍ كَبيرةٍ ومَكانَةٍ أكبر أعلى مِنَ الأطفالِ. كما تَقومُ ثانياً على (الجِنس) كَونَ الرِجَالِ يَتَمتَّعونَ بِقوَّة وسُلطةٍ أكبر ومَكانةً كَبيرةً أعلى مِنَ النساءِ، وثالثاً تقومُ على فِئةٍ اعتِباطيَّة، تِلكَ الفِئةُ تمثِّل (هيراركيَّات) مُستَنِدةً على أساسِ الجَماعاتِ التي لا تَمِلكُ ثَقافةً واسِعةً وإنمَّا ثَقافة مَحدودةً جِداً، تِلكَ الفئَةُ الاعتباطيّة لا توجَدُ بالضُرورَةِ في كُلّ المُجتَمعاتِ على اختلافِ مَشارِبِهَا وثقافَتِها وَوعي أبناءِها، وتَقومُ بالآنِ ذاته على الأصلِ العِرقيِّ (الإثني) بَينَ البِيضِ الذينَ يُمَثلونَ مُستوىً أعلى مِنَ السُّودِ، ومثالُ ذلك في الولاياتِ المتحدة الأمريكية. إضافةً إلى الجنسية والدين والمعتقدات الاخرى وما شابَه ذلك. لقد شوَّه الذكور التطوُّر الإنساني برمته، من خلال رؤيتهم الأحادِيّة الذُكوريّة للأشياءِ. لقد دَفَعَ المُجتمع الذكوري المرأة إلى شريحة مستضعفة دونية، لا حول لها ولاقوة، وهي كارِثةٌ عَالميّة في كلِّ الثَقافاتِ، مَع أنَّ المرأةَ كانَت مُنذُ فَجرِ التاريخ قَد بدأت الثورَة الزراعيّة وأطعَمَت عائلتَهَا ومَن حولَها وسارت بِهم الحضارة ، فلولا الثورة الزراعية التي قادتَها المراة ما تجاوز الجِنسَ البَشَريّ مَرحَلةَ الصَيدِ وملاحَقَةَ الطرائِد وجَمع الثمَارِ، لقد كتَبَ الفيلسوف والمؤرِّخ الأمريكي ويليام جيمس ديورانت في كتابه الهام (قصة الحضارة) والتي شاركت في كتابته زوجته أرئيل ديورانت الكثير عن دور المرأة في التاريخِ الإنسانيّ بعد أنْ طَافا في أوروبا عام 1927م، وطَافا في العالَم عام 1930م لِيدرُسَا مِصرَ والهِند والشَّرق الأدنى، واليابان والصِّين، ومنشوريا وروسيا وسيبيريا. لقد كانَ لِلمرأةِ عَبرَ التاريخ الدَورُ الأكبرَ لِتخليصِ البَشَريَّةِ مِن خَوفِ المَوت جُوعَاً، وقامت بِتعزيز فِكرةِ الاستقرارِ وأنشأت المُدن والقُرى والبَلداتِ والحَواضِرَ الإنسانيّة المَدَنيّة، وامتلأت تلكَ المُدُن بالسُّكّان الذين بدأوا يَتقاسَمونَ العَملَ فيمَا بَينَهُم. وكانَ الفيلسوف وعالِمَ الاجتماع الفرنسي دايفيد إميل دوركهايم David Émile Durkheim أحد مؤسِّسي عِلم الاجتماعِ الحَديث، قد تَحدَّثَ عن مَنهجيَّة تقسيم العِلم الذي يَقوم على النَظَريّة والتَجريبِ، وتقسيمِ العَمَل الاجتماعي، وَوَضَعَ قواعِدَ المَنهَج السُوسيولوجيّ، كما أسَّسَ بِشكلٍ رَسمي الانضِباط الأكاديمي لِعِلم الاجتماع مَعَ الفيلَسوف الألماني كارل ماركس Karl Marx، وعالِم الاجتماع والمؤرِّخ والفَقيه والاقتصادي السِّياسي الألمَاني ماكسيمليليان كارل إميل فيبر Maximilian Carl Emil Weber، وغَيرَهُما. وجَميعَهُم لَم يغفِلوا دورَ المرأةِ الإنساني والاقتصادي والاجتماعي عَبرَ التَاريخ، ودورَهَا في تَقسِيم العَمَل وترسيخ قواعِدَ الاستقرارِ والبِناء. ولكنَّ الذُكور هُم الذينَ بنوا الجُيوشَ وأسَّسوا لِلطُغيانِ، وشنَّوا الحُروبَ الطاحِنَة المُدمِّرة وثبَّتوا رَكائز الاستبداد السياسي والقمع الاجتماعي، واحتكروا فهم النصوص وتأويلها وجعهلوها بيد طبقة الكهنوت التي ساهمت في خَنقِ التَعبير عن الرأي تَحتَ دَعوى الردّة أو الخِيانةِ. كلٌّ ذلكَ ضِمنَ التَسلسُل الهَرَمي الصارِم الذي تكون لكلِّ مُواطِن فِيهِ حُقوقٌ واضِحَةُ المعالم في هذا التسلسل، وكذلكَ صَلاحيَّاتِهِ ومَسؤوليّاتِهِ. وأبرزُ مِثالٍ على ذَلك الجَيش، فعلى سَبيل المِثال نَجِد الجِنِرال يَقِفُ على رأس الهرم العسكري ، يَليهِ الضُبّاطُ الأمَراء، فالضبّاط العَادِيين، ومِن ثُمَّ ضُبّاط الصف، والجنود العاديين. هذا التسلسل يشبه تماماً الهَرم من قِمّتِهِ إلى قاعِدَتِهِ. مِن هنا تمَّ تثميلُ ذلكَ في الكَثيرِ مِن القِطاعاتِ سَواءٌ في إداراتِ الدَولَةِ، أو المؤسَّسات التي تَكونُ مبنيّةً على أسُسٍ هَرَميّة يقومُ فيها أصحابُ المناصِبَ الرفيعَةِ بإعطاءِ الأوامِرَ والتعليمات لِمَن هُم أدنى مِنهُم في التَرتيبِ، كذلك في الكَنيسَةِ والمَحاكِمِ والشَّركاتِ الكُبرى، وعلى الجميع تنفيذَ الأوامِرَ. من هنا يتأسس الطغيان المبني على العائلة ليصل في النهاية لتنفيذ كل أدوات القمع والسحل والقتل ضد من يرفض تنفيذ الأوامر، ويبث الخوف والرعب في قلوب المواطنين، ويخضعهم له بشكلٍ مهين فيه كل الإذلال. وهكذ يقوم المقموع بممارسة القمع على الذي أدنى منه، حتى يصل إلى مستوى العائلة، حيث يقمع الرجل زوجته كونها الأضعف والأدنى ـ حسب وعيه وثقافته ـ .
لقد أثبت العلم التشريحي والتجربة الاجتماعية المبنية على أسُس علميّة، أنَّ المَرأةَ تتفوَّق على الرجلِ مرَّتين بهذا الطيف مِنَ الذكاء. كما أنَّ البِناءَ التشريحيَ الدقيق للدماغ عند الأنثى أفضل وأدق بفضل مسافة الارتباطات وتلاحمها، وتُظهِر العَديد مِنَ الدِراساتِ المُعمَّقةِ والإحصائيّات المَوثوقَةِ، تفوًّق الإناثِ على الذُكورِ في الدِراسَةِ والتَحصيلَ العِلمي. كما أنَّ المَرأةُ تَحملُ إمكانيَّةَ أنْ يَتطوَّر الجِنسَ البَشري باتجاهٍ إنسانيّ لأنَّها مُتطورَةٌ عن الرَجُلِ مِن حيثُ الخَليِّة، فَقد أكَّد ذلكَ الإخصائي النَفسِي الأمريكي (دانيال غُولدمَان) مِنْ خِلالِ تَقاريرِهِ عن عُلومِ الدمَاغِ والسُلوكيَّاتِ، في كتابِهِ الهَام (الذكاءُ العَاطِفيِّ Emotional Intelligence). والقيامُ باختباراتِ (مُعدّل الذَكاءِIntelligence Quotient)، وكذلك ما قدَّمه أستاذُ الأعصابِ (جوزيف لودو Joseph le doux) مِنْ جامِعةِ نيويورك، مِن خِلالِ كِتابِهِ الهَام، بِعِنوان : (إغواءُ العَقلِ البَاطِن : سيكيولُوجيّة التأثيرِ العَاطِفيِّ في الدعايَةِ والإعلانِ). أنَّ المُخَّ يَمتلكُ أنظِمة ذاكِرةٍ مُتعدّدَةٍ يكونُ كلٌ مِنها مُخصَّصاً لأنواعٍ مُختلفَةٍ من وظائف التعلُّم والتذكُّر. وهو الذي اكتشف دورة (المخ العاطفية) من خلال الذكاء الصناعي الذي يعتبر أعمق بكثير من الدَرجَاتِ والمَراحِل مِنْ اختِبار (IQ) الذي يؤكِّد بِما لا يَدَعُ مَجَالاً للشَكِّ إنَّ الذكاءَ الإنسانيّ يُشكِّل طَيفاً عَريضاً مِنَ الإدراكِ يَسدُّ الخافِقين أي المَشرِقِ والمَغرِب .يَكونُ لِلرَجُلِ بينما المَرأة تكون لَديها الرُؤيَة البَصَريّة تَحتلُّ شِقاً ضَئيلاً مِنَ المَوجَاتِ الراديويّةِ وبَينَ مَوجَاتِ الأشعّةِ السِينيّة.
لقد بينت معظم الدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجية أنَّ الثقافةَ الإنسانيَّة هي المَسؤولة بالدرَجةِ الأولى عن تشكيلِ الفُروقِ الفكريَّة والجِسميَّةِ بينَ الجِنسينِ. فَقد امتازَت المَراةُ بِتفوِّقِهَا الكَبير في مَجالِ الحُبّ والوَفاءِ والرحَّمةِ، بينما امتازَ الرَجُلِ بقوَّةِ عَضَلاتِهِ وقَسوَتِهِ. وهذا لا ينطَبِقُ على الرجَالِ الرُحَماءِ المُحبِّينَ الذينَ يَحفَظونَ الوِدّ الإنسَاني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى