حقوق الإنسان..بين الحقيقة والخيال
لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ (التين - 4)
د. نجاة صادق الجشعمي
ثمة مفارقة كبيرة فيما تتعلق بحقوق الإنسان، هي أنه لا أحد يجرؤ على رفضها لكن للأسف الجميع يعتدي أو يعطي لنفسه الاعتداء على الإسان وسلب حقوقه من هم منحوا لأنفسهم الدفاع عن حقوق الإنسان؛ بل هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان هم من ساهموا في الاعتداء على الإنسان من إقصاء وعدم مساواة والتمييز، وأصبح المظلوم مذنبا والظالم صاحب أخلاق وقيم ونصَّب نفسه وصيا على القانون لانتهاك حقوق الإنسان.
أين هذه الحقوق؟ وأين حق الحياة الكريمة؟ وأين حق حرية الرأي والتعبير؟ وأين حق السعي لتحقيق السعادة؟ وأين القانون في منظمة حقوق الإنسان ولايزال الأطفال يحرمون من الحرية، والتعليم، والرعاية الطبية ومتطلبات الحياة بعدما فقدوا ذويهم وذواتهم وأبسط أنواع الأمان والاستقرار والدفء وأصبحوا يعانون أقسى أشكال الفقر و الحرمان والعنف؟
وهذا الوضع لو عكسناه وأصبح كل من يعمل تحت مظلة وجلباب منظمات حقوق الإنسان هم الذين يعانون مع عوائلهم وأولادهم وبناتهم وفقدوا أهلهم ومساكنهم وقتل ذويهم من قبل المستعمر الغريب المعتدي؟ كيف يكون حال طفل ليس له هوية ولا مأوى ولا حتى أبسط الأمور التي تعد من متطلبات الحياة حتى يكون على قيد الحياة؟ ماذا لوكان هذا الطفل من ذي الهمم علما أنه يحتاج إلى رعاية وعلاج لأنه لن يتكلم.
سؤال إلى أصحاب القرار.. هل تمتلكون ذرة من الإنسانية وهل لديكم ضمير حي تؤمنون بالله أن الله خلقه وسنَّ له قانونا إلهيا؟
لذلك فكل إنسان له إرادة و مشيئة وله اختيار وله صنع لهذا كلفه الله بطاعته وطاعة رسوله وترك مانهى الله عنه وأيضا مأمور بفعل الواجبات وترك المحرمات لأن الإنسان له قدرة واختيار وإرادة، ولأن الله أعطاه عقلا وإرادة ومشيئة. ولذلك فالإنسان مسير ومخير.
إذن الحرية صفة أساسية للإنسان وحق غير قابل للتفاوض والتهميش والتجاهل فإذا ماتخلى الإنسان عن حريته فقد تخلى عن إنسانيته.
وإذا حقوق الإنسان حقوق عالمية وغير قابلة للتصرف من قبل حفنة أو شلة ممن يتشبثون بالإنسانية ويتآزرون بحقوق الإنسان ولو كانوا مؤمنين حقا بالقانون الدولي لحقوق الإنسان لعم السلام والأمان والعدالة وعشنا جميعا متساوين في تمتعنا بالحقوق التي أُعلنت في العديد من الاتفاقيات والإعلانات والقرارات الدولية لذا لايجب أبدا حرمان أي شخص منها.. فعلى سبيل المثال قد يتم تقييد ملف أو حق هؤلاء اللاجئين علما أنهم يعانون معاناة مأساوية من جراء ارتكاب جرائم الحروب على بلدانهم وتدمير البناء الاجتماعي لتلك الشعوب بذاتها جريمة تحت وهم الحرية والعدالة والديمقراطية وجعل الشعوب العربية ألعوبة وحاضنة شرعية لوجود السيطرة الاستعمارية بهوية دفاعية محصنة بحقوق الإنسان والتحرر الفلسفي من تلك المنظمات المستهلكة للوعي الثقافي العربي الذي للأسف أصيب بفايروس الغيبوبة المعرفية لتكتسب هذه المنظمات شرعيتها في حقوق الإنسان للهروب من المصطلحات اللغوية الفلسفية.
فتذكروا يامن تدعون الإنسانية أن حقوق الإنسان متآزرة وغير قابلة للتجزئة.