أدب

قراءة في نص: “هو ذا” للشاعر عبد الحكم العلامي

رؤية نقدية: الشاعر عمارة إبراهيم

أولا – النص

هُو ذا
…..
لمثلكٓ لا تُقام الجنائز
نعم لا تُقام لك
الجنائز !!
لأنك تجاوزتٓ المسار
وتحدثتٓ بأبجديةٍٍ أخرى
ليسٓ من مفرداتٍها
حروفُ ال : خنوع !!
تحدثتٓ بأبجديةٍ مغايرةٍٍ
نقشتٓ حروفٓها بدماءٍ قلبك
على أرضٍ فلسطينٓ
العائدة //
أرضٍ المهابةٍ والنجابةٍ
والسخيٍّ من الرجال
أرضٍ المحال
إذ نطالُ سماءٓه
بعزيمةٍٍ منّٓا
أرضٍ المآذنٍ
إذ تكبرُ ،
والكنائسٍ إذ تّصلى
على ضوءٍ الشموع
أرضٍ مريمٓ
إذ تهدهدُ طفلها
كيما ينام !!
أرضٍ البُراقٍ على الروابي
يستهلُّ مسيرٓه
أرضٍ المحبةٍ
والسلام !!
لاتُقام لكٓ الجنائز
هو ذا
كذا
أما أنت فلا :
ألا تراهم على حالٍهم
يتنازعونٓ أمورٓهم
فيما بينهم :
تٓحسبُهم جميعٓٓا
بينا قلوبُهم شتى !!
فلا تُقام لكٓ الجنائز
مالٓنا والجنائزٍ يا حبيبي
ياصلاح !!
سئمٔناها ،
سئمٔنا مفرداتٍ العويل
أرهقتٔنا موجباتُ
البكاء !!

ثانيا – الرؤية النقدية


لابد أن تكون للقصيدة أعمدة تبني عليها ضرورات الحال في إنتاج الدال الذي يرسم المغاير من بنيته في إطار التفصيلات التي تتحقق منها جماليات النص في سعيه لأن يكون مغايرا ومختلفا في قاموسه وفي تراكيبه وفي بنيته التي اختار لها المسار حراك الأفعال في قبضة شاعرها المروض للحروف وللمسار معا في بنيته الكلية؛ بدأ الشاعر بجملته الشعرية التي تميزت في استدعاءاتها لبعض التفاصيل التي تمنح القصيدة انساقا، تعيد مشهد الحدث الجلل وماهيته ومن قبل حضوره ومسبباته في بنية ميسرة؛ لكنها لم تخل من مجاز حضورها وإن بدا في صيغته التقريرية الموجزة ، مما يؤكد براعة الشاعر في استحضار واستنطاق هذا المجاز الحداثي الذي يخدم البناء الكلي ولا يخدم بنيته اللغوية في مجازها القديم.
بدأ : لمثلك لا تقام الجنائز؛
ثم جاوز في استحضار القاموس المغاير الذي يخدم جمالية النص وكذا يدخل في تفاصيل إنتاج الدال من ركائز تقريرية الأسلوب بما تيسر من استحضار مراسم القضية التي أدت إلي الفعل الرئيس في مشهده العام، من دون استحضار أسلوبية الحضور الذي أدي أدواره علي مدار عمر القصيدة العربية وقد استهلك نفسه ومجازه وبلاغته؛ فكان مهما البحث عن خصائص أخري لإنتاج المعني الجمالي المغاير في الشعرية العربية بحسب تطورها الراهن !
ثم انتقل إلي عمود آخر يؤكد فيه علي مبررات القيام بهذا الفعل النبيل الذي جاء بسبب التنازع العربي فيما بينهم، واستبعاد القضية العربية عن حضورهم ليتحقق من أسلوبية إنتاج المعني المناهض في سياق الدوال التي استحضرت نتائج الخنوع وإبراز دال المعني الرئيس المتسبب في (لمثلك لا تقام له الجنائز) حتي يمنح الدوال مسارها إلي ختام مهيب يعزز حضور النتائج الجمالية لنص أقام حدود قوته من قوة هذه الأعمدة الرئيسة لخضوع حراك الأفعال تحت إمرتها !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى