مفهوم العيب ثقافيا
بقلم: ظهير طريف فالح
من المعلوم أنّ فكرة العيب تتبلور من خلال المجتمع وقيمه الثقافية، ويخضع لها ذلك المجتمع في الوقت نفسه، ويحاول كلُّ واحدٍ منّا أن يجد نفسه خارج تلك العيوب، لكن، قبل أن نخطي هذه الخطوة، ولنسأل أنفسنا أولا هل نمتلك معايير فكرية مستقلة وبعيده كل البعد عن المفاهيم القبلية والايدلوجية تساعدنا في تشخيص عيوبنا ؟
في البداية ، نلاحظ دوماً أن التصرف الذي يعتبر عيباً في مجتمع ما ، قد يكون مقبولاً عند المجتمعات الأخرى ، لذا فالعيب يخضع للقواعد الاجتماعية، غير أنّ بعض المجتمعات يكثر فيها هذا السلوك قياسا بمجتمعات أخرى وهذا الأمر يتعلق بطبيعة الثقافة لدى كل مجتمع. أي أنها لا تستند على ثوابت مطلقة، لأنها نابعة من عادات و تقاليد توارثناها، والمسألة المهمة في كل ذلك أنّ يعيش الانسان حياة ازدواجية ما بين إرضاء ذاته وارضاء المجتمع. أي أنَّ كل انسان يطمح و يسعى جاهدا ليكون تفكيره اقرب للمنطق لكن تجسيد هذا طموح واقعياً في مجتمعنا ينافي اصول الاستقلال الفكري، لان جميع المجتمعات تكون دوما مقيدة على وفق مبادئ و قيود فكرية مفروضة داخلها تتلاءم مع الافكار الايدلوجية والاعراف الثقافية الخاصة بالمجتمع , وبالتالي تفكيرنا سيكون مغلق ومقيد على وفق هذه القيود المفروضة من الخارج علينا.
و على هذا الاساس فأن القيد الفكري هو الحاجز الوحيد الذي يمنع الشخص من الوصول الى مرحلة الاستقلال الفكري , فالأنسان اذا حرر نفسه من القيود المفروضة عليه من قبل المجتمع، فإن المجتمع سيعدّه انسانا جاهلا لأن تفكيره كسر وتجاوز هذه القيود، وأما اذا تناغم مع ثقافة المجتمع الجمعية فسيعده شخصا واعيا ومفكرا.