لا يجوز الخلط بين مفهومي (النبي والرسول) عند المسلمين وفي التراث اليهودي والوعي المسيحي
نبوة
ترتبط النبوة في أذهان المسلمين، بشكل تلقائي بشخص محمد “صلى الله عليه وسلم”؛ ولذلك قيل لفظ النبي، معرفاً بالألف واللام، فالمقصود بذلك حصراً: محمد بن عبدالله.. الذي حمل عدة أسماء والقاب: أحمد ، محمد، محمود ، طه .
وقد اورد ابن الجوزي في كتابه ( المدهش) عديداً من أسماء النبي وألقابه ، قبل الإسلام وبعده ، ومن بينها اسم (قثم).
نعود للنظر في كلمة النبوة التي تقتصر في الوعي الإسلامي على شخص واحد، وهو النبي محمد الذي حسبما جاء في الحديث الشريف: كنت نبياً وآدم بين الطين والماء.. وهو الحديث المشكل الذي قامت عليه فكرة (قدم الروح المحمدي) فكانت المسألة التي تعرف في التراث الإسلامي باسم: الحقيقة المحمدية، النور المحمدي. وهي فكرة صوفية، وشيعية، شديدة التعقيد، لا مجال للخوض فيها .
وعرف المسلمون مما جاء في القرآن أن اليهود كان لهم أنبياء. منهم من ذكرهم القرآن وقص قصصهم، ومنهم من لم يقصص.
وفي واقع الأمر، فإن أنبياء بني إسرائيل ليسوا أنبياء بالمعنى الذي يفهمه المسلمون من كلمة نبوة وإنما هي أقرب إلى هؤلاء الذين نسميهم اليوم: الدعاة. أعني اولئك المشايخ والكهول والشبان الذين صاروا يملئون القنوات الفضائية والصحف السيارة، ويؤنسون الجلسات المسائية التي تنعقد في بيوت الأغنياء.
فهؤلاء و أولئك. يدعون إلى الله من غير تفويض منه، كلُّ بحسب اجتهاده ، وفقًا لما يعتقده .
ولذلك، لا يجوز الخلط بين مفهومي (النبي الرسول) في الوعي الإسلامي، (والنبي) في التراث اليهودي.. وإن كلا اللفظين مشتق من (النبوة) بفتح النون وسكون الباء، بمعنى الارتفاع؛ لأن أنبياء اليهود، كانوا يكلمون الناس من فوق ربوة أو مكان مرتفع.
ولا يجوز أيضًا الخلط بين مفهومي (النبي الرسول) عند المسلمين، و(الرسول) في الوعى الديني المسيحي، فالرسل عند المسيحيين هم تلامذة يسوع (عيسى) الذين انتشروا في الأرض ونشروا الديانة ، وبعضهم كتب الأناجيل الرسائل المشهورة التي صارت تعرف بالكتاب المقدس: العهد الجديد.